وعرفت ما جرى ولكن قبل أن أصل إلى هذه الحقيقة لفت انتباهي أن جمهرة من العلماء ذكرت اسم المحسن كأحد أبناء الإمام علي من فاطمة لكن بعضهم اكتفى بذكره دون إشارة إلى موته والبعض الآخر قال أنه مات صغيرا أو حين ولادته وثالث قال أنه ولد سقطا في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتساءلت عن سبب هذه الضبابية والتعتيم على زمن وكيفية وفاة المحسن بعد أن ثبت كونه من جملة أولاد علي من فاطمة الزهراء (ع)، وتبين لي مع الأسف أن كل ذلك - من هؤلاء المؤرخين - كان محاولة منهم للجمع بين حقيقة كونه من جملة أولاد الزهراء من جهة وصرف مسألة العنف الذي بسببه أسقطت الزهراء محسنا، فكانت الضبابية، ولكن تواتر الأحداث مضافا إليها الروايات القائلة بإسقاط الزهراء أثناء الهجوم يؤكد حقيقة واحدة وهي أن فاطمة كانت تحمل في بطنها جنينا سماه النبي محسنا وهو في بطن أمه..
هذا الجنين لم ير النور قط، وإليك الأحاديث التي جمعناها في هذا الصدد:
* - قال الطبري وابن الأثير "... وقد ذكر أنه كان له (الإمام علي) منها (فاطمة) ابن آخر يقال له محسن وأنه توفي صغيرا " (1). * - قال يونس: سمعت ابن إسحاق يقول: " فولدت فاطمة لعلي حسنا وحسينا ومحسنا، فذهب محسن صغيرا ".
وقال ابن إسحاق، فولدت فاطمة لعلي حسنا وحسينا ومحسنا مات صغيرا " (2).
* - قال ابن حزم الأندلسي: تزوج فاطمة علي بن أبي طالب فولدت له الحسن والحسين، والمحسن مات المحسن صغيرا " (3).
* - جاء في تاج العروس ولسان العرب: شبر وشبير ومشبر هم أولاد هارون