بنور فاطمة اهتديت - عبد المنعم حسن - الصفحة ٩٠
وسلم)، فركب مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص فمنعا من ذلك حتى كادت تقع الفتنة وقيل أن عائشة ركبت بغلة شهباء، وقالت: " بيتي لا آذن فيه لأحد " (1).
والقرآن الحكيم يثبت أن هذه البيوت التي أودع فيها زوجاته هي له دون الزوجات في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) (سورة الأحزاب: آية / 53) فنسبة البيوت إلى النبي واضحة فهو الأصل وزوجاته عرض على هذه البيوت ولا يعترض قائل بأن الله تعالى يقول أيضا (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) لأن كلمة (بيوتكن) هنا تشمل البيت الذي كان في زمن حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي تنتقل إليه الزوجة عادة بعد وفاة زوجها... فالزوجة إما ترجع إلى بيت أهلها أو تبقى في بيت زوجها والأخير لا يتم إلا عن أحد طريقين إما أنها تملكته في حياة زوجها أو أنها ورثته عنه والثاني غير ممكن بالنسبة لزوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند من يؤمن بحديث لا نورث أما الأول فلم يثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نحل البيوت لأزواجه، في حين أن فدكا نحلت لفاطمة الزهراء كما جاء في تفسير آية (وآت ذا القربى حقه) قالوا لما نزلت هذه الآية دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة وأعطاها فدك (2).
إذا كلمة (بيوتكن) لا دلالة فيها على ملكية زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لبيوته بل الآية الأولى واضحة في نسبة البيوت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي المقيدة للآية الثانية في حال حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
لقد طالبوا الصديقة الطاهرة بالبينة ولم يطالبوا غيرها بذلك... ما السبب؟! ذلك ما ستكشف عنه الأحداث كما سنفصل.

(١) - تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٢٥.
(٢) - بتفسير الآية من سورة الإسراء في شواهد التنزيل ١ / ٣٣٨ - ٣٤١ بسبعة طرق، والدر المنثور ٤ / ١٧٧ وميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٥ ط أولى وكنز العمال ٢ / 158 ط أولى ومنقحة، والكشاف 2 / 446، وتاريخ ابن كثير 3 / 36.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 الفصل الأول لماذا هذا الكتاب؟! 15
3 الفصل الثاني البحث في التاريخ ضرورة 25
4 أولا - التاريخ في القرآن 27
5 ثانيا - التاريخ ضرورة للحاضر 28
6 ثالثا: نماذج من انحرافات الأمم السابقة 30
7 القصة الأولى: بلعم بن باعوراء 35
8 القصة الثانية: السامري وهارون 37
9 الفصل الثالث الشيعة والتشيع 43
10 ظلال التشيع في السودان 47
11 الفصل الرابع بنور فاطمة اهتديت 53
12 حوار في بداية الطريق 55
13 بنور فاطمة اهتديت 60
14 ماذا بين أبي بكر وفاطمة (ع) 61
15 فاطمة (ع) في القرآن 64
16 فاطمة (ع) بلسان أبيها 68
17 موقف الزهراء (ع) هو الفيصل 75
18 عصمة الزهراء عليها السلام 76
19 بماذا طالبت الزهراء (ع) 80
20 فدك الرمز 91
21 الخلفاء واقتحام الدار 96
22 استشهاد الزهراء (ع) 108
23 الزهراء صرخة مدوية عبر التاريخ 114
24 الفصل الخامس الإمامة والخلافة 117
25 تمهيد 119
26 بالشورى أم بالتعيين 120
27 مفهوم الشورى غير واضح عند أهل السنة والجماعة 120
28 التعيين ضرورة 122
29 علي بن أبي طالب (ع) أول خليفة للنبي (ص) 125
30 أهل البيت هم أولوا الأمر بعد النبي (ص) 139
31 الفصل السادس الانقلاب 151
32 ماذا حدث 153
33 مع عدالة الصحابة 154
34 القرآن وعدالة الصحابة 155
35 السنة وعدالة الصحابة 159
36 الصحابة عند شيعة أهل البيت (ع) 161
37 مصيبة الأمة: منع تدوين الحديث 162
38 حديث العشرة المبشرين المزعوم 163
39 السقيفة 165
40 علي (ع) والخلافة 168
41 خلافة علي (ع) 172
42 حرب الجمل 173
43 عائشة بنت أبي بكر 174
44 صفين 178
45 رسالة محمد بن أبي بكر لمعاوية 180
46 بعض أفعال معاوية 183
47 الفصل السابع كربلاء امتداد السقيفة 187
48 كيف يرون معاوية ويزيد؟! 189
49 مع الحسين (ع) 192
50 من هو الحسين (ع)؟! 195
51 نزول الركب المقدس في كربلاء 199
52 السجود على التربة الحسينية 203
53 الفصل الثامن في دائرة النور 207
54 من ركام الباطل إلى النور 209
55 فقرات من أدعية أهل البيت (ع) 211
56 من دعاء الصباح لأمير المؤمنين (ع) 211
57 من دعاء يوم عرفة للإمام الحسين (ع) 211
58 مناجاة الشاكرين للإمام السجاد (ع) 212
59 قبسات من نور آل محمد (ص) 213
60 التقية 215
61 الوضوء 221
62 الجمع بين الصلاتين 225
63 الزواج المنقطع (المتعة) 229
64 خاتمة 238
65 خطبة فاطمة (ع) شعلة الحق 241