وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه فبكى أبو بكر. حتى كادت نفسه تزهق وهي تقول: " والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها " (1).
شئ عظيم هذا الذي فعلوه مع الزهراء حتى أصبحت تدعو على الخليفة الأول في كل صلاة لقد تفننوا في إرعاب قلب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عندما جاء عمر والرجال لإحراق الدار وجمعوا الحطب كانت أول من تلقتهم خلف الباب وصرخت ونادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة " (2).
ومع ذلك اقتحموا الدار وخلف الباب فاطمة، وذلك ما أقر به أبو بكر في قوله " وليتني لم أفتش بيت فاطمة وأدخله الرجال " ولا ينفع الندم لأن فاطمة (ع) حينما قال أبو بكر هذا كانت قد وصلت إلى أبيها وشكت إليه لأنها ماتت وهي واجدة عليه كما مر.
لقد ظلل على الأجواء التوتر ورائحة الدم تملأ المدينة وشبح التصفية يطارد أهل البيت (ع) وفاطمة رمز المعارضة لا يبعد أن يصيبها وابل من غضب أصحاب السقيفة، وهذا ما جرى للأسف الشديد فهم اقتحموا الدار وفيه فاطمة، وأحرقوا الباب وخلفه فاطمة. وأنا أتابع هذه الأحداث أثناء بحثي لم يهمني إلا فاطمة.. ولضبابية الرؤية التي كانت في كتب القوم صرت أبحث بتلهف هنا وهناك وأتصيد المعلومات لأن الذين كتبوا التاريخ لا بد لهم من أن يحفظوا ماء وجه المقدسين لديهم فلا يبرزوا إلا بعض الحقائق عنهم.
وكان يهمني مصير فاطمة، لأنها عندي كانت تعني مصير الرسالة، ووجدت الطامة الكبرى، واكتملت لدي الصورة عندما رجعت إلى أحفادها " أهل البيت (ع) "