لقد كان لفاطمة (ع) موقف واضح من الخلافة حتى أن بيتها كان عند جماعة السقيفة هو مركز المعارضة حتى قال عمر في روايته لما جرى في السقيفة بعد أن ذكر أنها فتنة ولكن الله وقى شرها المسلمين يقول: وإن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة (1).
تجمع الهاشميون في بيت فاطمة (ع) وأعلنوا معارضتهم لما جرى في السقيفة ومعهم بعض الأنصار الذين كانوا يهتفون: لا نبايع إلا عليا كما ينقل ابن الأثير ثم يقول " وتخلف علي وبنو هاشم والزبير وطلحة عن البيعة، وقال الزبير: لا أغمد سيفا حتى يبايع علي فقال عمر: خذوا سيفه واضربوا به الحجر " (2).
وجاء في تاريخ اليعقوبي " أن البراء بن عازب جاء فضرب الباب على بني هاشم وقال: يا معشر بني هاشم بويع أبو بكر فقال بعضهم: ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد. فقال العباس: فعلوها ورب الكعبة (3).
وينقل أيضا أنه قد " تخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم العباس والفضل بن العباس والزبير والمقداد وسلمان وعمار " " وبلغ أبا بكر وعمر أن هذه الجماعة قد اجتمعت مع علي في منزل الزهراء فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار " (4).
إذا لقد تابعت الزهراء أحداث المعارضة بكل تفاصيلها لأنها انطلقت من بيتها، وكما هو معلوم تختلف أدوار المعارضة من شخص إلى آخر، واتكأت فاطمة (ع) على شخصيتها الطاهرة المقدسة التي عرفهم بها القرآن والرسول فأعلنت المعارضة كما هو