عام 524 ه.
ويذكر أن هذه الفرقة الانتحارية أصابت المجتمع السلجوقي بالرعب حيث كانت غارات الفدائيين الإسماعيليين لا تنقطع عن السلاجقة..
وكما تذكر كتب التاريخ فقد كان الحسن الصباح على درجة كبيرة من الفقه وقد دون عقائده في كتب. فهو من ثم الذي أعطى الدفعة الفكرية الأولى لاتجاه النزارية وعمل على نشره في بلاد فارس وما ورائها. وتمكن من الاستيلاء على بعض القلاع الواقعة على بحر قزوين منها قلعة الموت الحصينة التي اتخذوها مقرا له ولأتباعه. وبدأ يشكل خطورة على السلاجقة الذين كانوا يسيطرون على فارس.
والعباسيين في بغداد.. (5) لقد أدى الخلاف حول أحقية الإمامية من بعد المستنصر إلى انقسام فرقة الإسماعيلية وانتقل هذا الخلاف إلى الهند التي كانت قد وصلتها دعوة الشيع من قبل ظهور الفاطميين عن طريق اليمن. ثم عن طريق البحرين بعد ظهور الفاطميين..
واتجه شيعة الهند القدامي إلى تبني الدعوة المستعلية وأصبح يطلق عليهم اسم البهرة. وهي كأمة تعني بالعربية: تاجر..
وربما كان سبب ظهور كلمة البهرة وإطلاقها على اتجاه المستعلية يعود سببه إلى العلاقات التجارية التي تربط هؤلاء الهنود الشيعة بمصر واليمن..
من هذا ارتبطت المستعلية بمصر ارتباطا روحيا لكونها تمثل قاعدة الفاطميين وبها مراقد أئمتهم وآثارهم. بينما أخذت النزارية طابعا إقليميا وحصرت نفسها في محيط الهند ولم تعد ترتبط بمصر ذلك الارتباط الروحي الذي يوجب عليها الهجرة إليها كما هاجرت فرقة المستعلية.. (6) وقد انقسمت المستعلية في الهند إلى طائفتين: داودية. وسليمانية. نسبة إلى أسماء اثنين من كبار دعاتهم. والذين يأتون إلى مصر ينتسبون إلى داودية. (7) ويحتفظ البهرة في الهند بكثير من الكتب الفاطمية التي نقلت إليها من اليمن