الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ١٠٠
بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة. ودرجات عليها يظهرون بغيرهم، وكل هذا لا قيمة له في الآخرة التي جعلها الله للمتقين سعادة دائمة وفلاح خالد (25). إن معيار الذهب والفضة والسلاح والجموع، لا يصلح إلا في خيام ومعسكرات الانحراف، فهذه المكاييل إذا كان يمتلكها كافر فلا يحق ولا يجوز له أن يحدد النبوة على أساسها، لأنه يستعمل مكيال لا قدر له ولا منزلة في تحديد مصدر سعادة دائمة وفلاح خالد. إن الذي تكون مقدمته لا قدر لها ولا منزلة تكون نتائجه أيضا لا قدر لها ولا منزلة. ولقد دقت ثمود أوتادا لا قدر لها ولا منزلة. ومن خيمتهم اختنقت الأرض من الظلم، وبعد أن اتسع الشذوذ ظهر الذين ادعوا الحكم الإلهي، وظهر الأنبياء الكذبة، والهداة الكذبة، والفقهاء الكذبة، والأمراء الكذبة، ظهروا بعد أن أصبح المال يعسوبا ودليلا في عالم المجاعات والأهواء ومع ثقافة المال وهدايته. أصبح الحب مقتا، والنهار ليلا، والأمل يأسا، والسلم حربا، والفرح ألما، والسعادة شقاء (ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود) (26) ولما كانت مقدمة ثمود لا تنام ولا تكل شاء الله لها أن تجثوا تحت أقدام المسيح الدجال الذي يتاجر بالمال والأهواء. والمسيح الدجال حذر منه جميع رسل الله وأنبيائه وهو خارج آخر الزمان لا محالة (27) ليتلقط أبناء الشذوذ والانحراف الذين أخلصوا لخيام معسكرات الانحراف ابتداء من يوم نوح عليه السلام ومرورا بعاد وثمود وقوم لوط. وانتهاء بأتباع عجل بني إسرائيل والتثليث والمسجد الضرار. إن الدجال سيلتقط كل من يمثل رقعة من رقعات الشذوذ ليذيقه الله عذاب الذل والخزي في الدنيا، وفي الآخرة عذاب أليم.
* 4 - المعجزة:
اتهمت ثمود صالح عليه السلام بأنه من المسحرين! وطالبوه بآية إن كان من الصادقين. وكان بعثه فيهم وهو غلام آية ولكنهم لم يتدبروها، ولقد طالبوه بإظهار العلامات كما ذكر المسعودي: ليمنعوه من دعائهم. وليعجزوه عن

(25) الميزان.
(26) سورة هود، الآية: 68.
(27) راجع سلسلة بحوثنا عن المسيح الدجال.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست