تعدون " (270) قال المفسرون.: إن الله لا يعجل. فإن مقدار ألف سنة عند خلقه. كيوم واحد عنده. فالله تعالى لا يخاف الفوت حتى يعجل لهم بالعذاب.
بل هو سبحانه حليم. يمهلهم حتى يستكملوا دركات شقائهم. ثم يأخذهم فيما قدر لهم من الأجل. فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. من هذا يبدو أن المد والإمهال قد فتح بابه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحتى الوقت المعلوم وإذا كان طابور الكفر والنفاق قد استعجل العذاب بعد هجرة النبي فإنه قبل الهجرة قد استعجل العذاب ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدعو عليهم بالاستئصال لعلمه من ربه جل وعلا أن لكل أمة أجل. ومن الآيات . المكية التي سجلت عليهم استعجالهم للعذاب قوله تعالى: (أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين) (271) قال المفسرون: أي لو أخرناهم وأنظرناهم وأملينا لهم برهة من الدهر. وحينا من الزمان وإن طال. ثم جاءهم أمر الله. أي شئ يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم (272).
فهذه الآيات وأيضا الأحاديث الشريفة التي أخبر فيها النبي عن ربه بما هو كائن إلى يوم القيامة. وما سترتكبه بعض فصائل الأمة من منكرات تقود إلى ملك عضوض وجبرية تنتج غثاء لا قيمة له يتبع سنن الذين من قبله شبرا بشبر وذراعا بذراع ويهرول من ورائهم على امتداد طريق الطمس هرولة الخادم المطيع. فهذا الإخبار بالغيب والذي ورد في أحاديث صحيحة يستقيم مع قول المفسرين بأن العذاب مدخر في بطن الزمان. ولا قيمة للرأي القائل بأن العذاب قد رفع عن هذه الأمة إكراما لها. وهل الذين يهرولون وراء سنن الذين من قبلهم ولا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه. لهم كرامة عند الله. ما لهم كيف يحكمون؟ هل للذين فرقوا دينهم وركبوا أعناق الأمة باسم الإسلام كرامة عند الله؟ كيف وقد برئ الله ورسوله منهم! إن الذين قالوا برفع العذاب ما أرادوا إلا تأصيل الشذوذ والانحراف. ولقد قطعوا بمقولتهم هذه شوطا كبيرا في عالم تغييب