الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤١٢
وجم غفير من الصحابة إلا أن هناك من أدخل نساء النبي ضمن الذين تقصدهم الآية. وقد رد الإمام الطحاوي على من قال بذلك. فقال: فإن (قال قائل) فإن كتاب الله يدل على أن أزواج النبي هم المقصودون بتلك الآية. لأنه قال قبلها في السورة التي هي فيها:! يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا - إلى قوله - الجاهلية الأولى " فكان ذلك كله يؤذن به لأنه على خطاب النساء. لا على خطاب الرجال. ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس " الآية (فكان جوابنا) إن الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله:! إنما يريد الله " الآية.
خطاب لأزواجه. ثم عقب ذلك بخطابه بقوله تعالى:! إنما يريد الله " الآية. فجاء به على خطاب الرجال. لأنه قال فيه:! ليذهب عنكم الرجس) وهكذا خطاب الرجال. وما قبله فجاء به بالنون وكذلك خطاب النساء. (فقلنا) أن قوله: (إنما يريد الله) الآية. خطاب لمن أراده من الرجال بذلك.
ليعلمهم تشريفه لهم. ورفعة لمقدارهم أن جعل نساءهم ممن قد وصفه لما وصفه به مما في الآية المتلوة قبل الذي خاطبهم به تعالى والأحاديث المروية دليل أيضا على أن هذه الآية في فاطمة وعلي وابناهما (306).
على هذا فالآية الكريمة خاطبت نساء النبي في شطرها الأول فقال تعالى:
(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله " ووفقا لهذا النص الحكيم حدد الشرع حركة نساء النبي.
فأي حركة خارج هذه الدائرة تؤدي إلى فتن. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحذر أزواجه من طريق الفتن في أحاديث كثيرة منها حديث نباح كلاب الحوأب.
ومنها ما أخرجه الترمذي عن أم سلمة. أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال: سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ ماذا أنزل من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية. في الآخرة (307) - وزاد البخاري في روايته - ا فزعا. فقال سبحان الله ماذا أنزل الله من الفتن، قال المفسرون: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه في نومه ما سيقع بعده من

(306) مشكل الآثار / الطحاوي دار صادر 0 338 / 1.
(307) رواه الترمذي وقال حديث صحيح (تحفة الأحوازي: 0 44 / 6) وقال في التحفة أخرجه أحمد والبخاري.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست