الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤٠٢
العقل وتوثين الوجدان وفقا لأطروحة الأماني الشيطانية. إن للإسلام شريعة وهذه الشريعة لا تجامل أحدا فمن أخذ بها نجا ومن تركها وراء ظهره ضربه الذل في الدنيا وفي الآخرة عذاب أليم. أما كرامة من أخذ بذيول فقهاء الدجل وآباء الانحراف فلا وجود لها في الإسلام ولقد أخبر الله تعالى بأن الأخير الذي استمتع بما استمتع به رأس الانحراف الأول وخاصة فيما خاض فيه أصحاب خيام الانحراف والشذوذ. فهذا الأخير لا محالة سينال العقاب كما ناله الأوائل. ومن هذه الآيات قول الله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم " كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون + ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " (273) قال المفسرون: ومعنى الآية والله أعلم. أنتم كالذين من قبلكم. كانت لهم قوة وأموال وأولاد بل أشد وأكثر في ذلك منكم. فاستمتعوا بنصيبهم. وقد تفرع على هذه المماثلة أنكم استمتعتم كما استمتعوا. وخضتم كما خاضوا. أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة. وأولئك هم الخاسرون. وأنتم أيضا أمثالهم في الحبط والخسران. ولذا وعدكم النار الخالدة ولعنكم. ثم ذكر سبحانه بما قص عليهم القرآن من قصص الأمم الماضين. فذاك قوم نوح عمهم الله سبحانه بالغرق وعاد قوم هود أهلكهم بريح صرصر عاتية. وثمود قوم صالح عذبهم بالرجفة. وقوم إبراهيم أهلك ملكهم وسلب عنهم النعمة. والمؤتفكات وهي قرى قوم لوط جعل عاليها سافلها. فهذه الأقوام أتتهم رسلهم بالآيات البينة فكذبوها فانتهى أمرهم إلى الهلاك. ولم يكن من شأن السنة الإلهية أن يظلمهم.
لأنه بين لهم الحق والباطل. وميز الرشد من الغي والهدى من الضلال ولكن كان أولئك الأقوام والأمم أنفسهم يظلمون بالاستمتاع من نصيب الدنيا والخوض في

(273) سورة التوبة، الآيات: 68 - 0 7.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست