يخافون ظهور أمرهم واطلاع الناس على باطنهم. ويظنون أن كل صيحة سمعوها فهي كائنة عليهم وأنهم المقصودون بها وقوله: (هم العدو فاحذرهم) أي هم كاملون في العداوة. بالغون فيها. فإن أعدى أعداءك. من يعاديك وأنت تحسبه صديقك (240).
فالفريق الانحرافي لهم مواهب عديدة دربوا عليها ولم يستعملوها إلا في مواضعها. وما كانوا يحذروا إلا أن ينزل الله فيهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم.
ورغم حذرهم هذا إلا أن البعض منهم أقدم على أعمال من أجل عرقلة المسيرة.
واضعين في اعتبارهم أن اكتشاف حقيقتهم يذوب أثره بمجرد أن يحلفوا بالله أنهم ما فعلوا أو إنهم فعلوا هذا من باب اللهو. لقد كشفت آيات القرآن الكريم خطة المنافقين في استغلال القسم بالله للتمويه على جرائمهم في أكثر من سورة من سور القرآن منها قوله تعالى: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) (241) قال المفسرون: ويحلفون بالله لكم أيها المؤمنون كذبا وباطلا خوفا منكم إنهم لمنكم في الدين والملة. وما هم منكم. أي ليسوا من أهل دينكم وملتكم. بل هم أهل شك ونفاق يخافونكم يقولون بألسنتهم إنا منكم ليأمنوا فيكم فلا يقتلون (242) وفي موضع آخر يقول تعالى: (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) (243).
فتحت دثار القسم هذا أرادوا لجرائمهم في حق الفطرة أن تعبر. ولكن الوحي كان لهم بالمرصاد فكشف الجرائم وجعلهم عبرة يعتبر بها من أخذ بذيل آباء النفاق أولئك الذين تاجروا بآيات الله وبالمساجد وبكل شعار للإسلام بعد أن فرغوه من كل شعور وروح.
(ب) من جرائم المنافقين:
جرائم معسكر النفاق الذي تلحف بلحاف المسلمين لا تصب نتائجها إلا