الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٣٨٩
بإبراهيم وبإرث إبراهيم من النيل إلى الفرات ما هو إلا من علم الدجل الذي يصل إليه كل من ركب طريق الطمس.
3 - الصد بالمنافقين:
بعد أن تآكل معسكر الانحراف في ميادين القتال وبعد ن حطم القرآن حجج أصحاب الأهواء وتجار التراث الذي ليس فيه من الله سلطان. لم يكن أمام معسكر الانحراف سوى ورقة النفاق. وهذه الورقة كانت شر ورقة بل وأمضى سلاح استخدم في عالم الصد. وذلك لأن المنافق يعيش بلسانه وسط المسلمين بينما ينبض قلبه فخيمة من خيام الانحراف التي يباركها الشيطان. فهو بلسانه دخل المساجد يصبح من المصلين له ما لهم وعليه ما عليهم. في نفس الوقت يحيط بقلبه غلالات الحقد والحسد وغلالات الأهواء المتنوعة التي تحمل بصمات سلف الانحراف في جميع الأجيال. لقد كانت ورقة النفاق التي استعملها معسكر الصد عن سبيل الله. تحمل بذرة ملعونة أنبتت شجرة ملعونة هي من أسوء أشجار معسكر الانحراف لأن المنافقين بملابس الإسلام قادوا أكثر من سبعين فريقا إلى النار. بعد أن قاموا بتأويل الآيات وفقا لأهوائهم. الأمر الذي أدى بهم في نهاية المطاف إلى اتباع سنن الذين من قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع. فشاركوهم الذل في الدنيا وفي الآخرة يشاركونهم. عذاب السعير يوم يكونوا في الدرك الأسفل من النار. والنفاق و إن كانت له معالم ضيقة في بداية الدعوة في مكة. إلا أنه في المدينة اتسع وكان المنافقون يقفون مع أعداء السلام بصورة من الصور على الرغم من وجودهم في الخندق السلامي. والقرآن الكريم فضحهم في أكثر من موضع. ولأن درب النفاق طويل ويحتاج بحثا منفصلا فإننا سنسلط الأضواء هنا على الخطوط الرئيسية للنفاق في صدر الإسلام. تلك الخطوط التي سد عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميع المنافذ في حياته. وعندما تغافل عنها المسلمون بعد مماته. انطلقت للتاجر الشعار الخالي من كل شعور.
(أ) المنافقين أعدى أعداء الحق:
تكرر ذكر المنافقين في السور القرآنية كسورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والعنكبوت والأحزاب والفتح والحديد والحشر
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست