الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٣٧٤
تحملونها (198).
لقد استعجلوا العذاب ولله في خلقه شؤون يقول تعالى: (أفبعذابنا يستعجلون * أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) (199) إن العذاب قادم. أما كيف ومتى فهذا في علم الله (فإما نذهبن بك إنا منهم منتقمون * أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون * فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) (200) (قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) (121) اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين. اللهم باعد بيننا وبين القوم الظالمين وصلى الله على نبيك وآله وسلم. لقد استعجلوا العذاب كما أخبر الله تعالى في كتابه في آيات نزلت بمكة واستعجلوه أيضا في آيات نزلت بالمدينة وسيكون لنا حديث آخر مع استعجال العذاب في موضعه بإذن الله تعالى.
3 - الخروج من مكة:
لم يدخر معسكر الانحراف جهدا من أجل الصد عن سبيل الله. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحث المؤمنين به على الصبر. في مواجهه جحافل الليل المغير تحت قيادة الجبابرة الذين ورثوا من قوم نوح تحقير عباد الله.
ومن عاد الاستكبار بغير الحق. كان معسكر الانحراف يضرب بالسيف وبالحجر وبلسانه. والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يدافع عن نفسه وعن المؤمنين إلا بالكلمة الطيبة وبالوحي. وظلت جحافل الليل تكيد للإسلام. ولكن كيدهم في كل مرة كان يذهب كما تذهب رغوة جوفاء في خلاء واسع عريض. وتحداهم النبي الأعظم كما تحدى هود عليه السلام قومه أن يكيدوا له. لقد سخر منهم ومن قوتهم لأنهم باطل لا يستند إلا على باطل. وعلى أسماعهم تلى قوله تعالى:
(قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون * إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو

(198) الميزان: 75 / 10.
(199) سورة الشعراء، الآيات: 204 - 207.
(200) سورة الزخرف، الآيات: 41 - 43.
(201) سورة المؤمنون، الآيتان: 93 - 94.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»
الفهرست