الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٣٧١
أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا) (192) وقال: (إن ما توعدون لات وما أنتم بمعجزين * قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون) (193) وقال: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * قل أرأيتم إن آتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون * أثم إذا ما وقع آمنتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون * ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون * ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه الحق وما أنتم بمعجزين) (194) قال المفسرون: سؤال منهم عن وقت هذا القضاء الموعود.
وهو القضاء بينهم في الدنيا. والسائلون هم بعض المشركين من معاصري النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والدليل عليه أمره أن يجيبهم بقوله: (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل...) الآية. وقول البعض إن السؤال عن عذاب يوم القيامة. أو أن السائلين بعض المشركين من الأمم السابقة لا يلتفت إليه (195).
فقولهم متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. في معنى قولنا: أي وقت يفي ربك بما وعدك. أو يأتي بما أوعدنا به إنه يقضي بيننا وبينك. فيهلكنا وينجيك والمؤمنين بك. فيصفوا لكم الجو. ويكون لكم الأرض وتخلصون من شرنا؟
فهل عجل لكم ذلك؟ وذلك إن كلامهم مسوق سوق الاستعجال تعجيزا واستهزاء. كما تدل على استعجالهم الآيات التالية في السورة. وهذا نظير قولهم: (لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين) (196). لقن سبحانه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبدأهم في الحواب ببيان. إنه لا يملك لنفسه ضرا حتى يدفعه عنها. ولا نفعا حتى يجلبه إليها ويستعجل ذلك إلا ما شاء الله أن

(192) سورة الجن، الآية 25.
(193) سورة النعام، الآيتان: 134 - 135.
(194) سورة يونس، الآيات: 48 - 53.
(195) الميزان: 72 / 10.
(196) سورة الحجر، الآية: 7.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست