الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٣٥٤
يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده...) وقال فيما قبل ذلك: (قل أمر ربي بالقسط).
أما قوله تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال المفسرون: بعد أن بين الزينة والرزق الطيب. بين ما حرم الله. والفواحش هي المعاصي البالغة قبحا وشناعة. كالزنا واللواط ونحوهما. والإثم هو الذنب الذي يستعقب للإنسان تهلكة في جاهه وماله وعرضه ونفسه ونحو ذلك. والبغي هو طلب الإنسان ما ليس له بحق. كأنواع الظلم والتعدي على الناس والاستيلاء غير المشروع عليهم. ولما كان صدر الآية إباحة الزينة وطيبات الرزق ويمكن أن يكون في هذا داعيا في نفس السامع. إلى أن يحصل على ما حرمه الله. ألقى الله سبحانه في هذه الآية جماع القول في ذلك. ولا يشذ عما ذكره شئ من المحرمات الدينية. وفي تنقسم بوجه إلى قسمين: ما يرجع إلى الأفعال وهي الثلاثة الأول. وما يرجع إلى الأقوال والاعتقادات وهو الأخيران. والقسم الأول منه: ما يرجع إلى الناس وهو البغي بغير الحق. ومنه غيره وهو أما ذو قبح وشناعة فالفاحشة وأما غيره فالإثم. والقسم الثاني: إما شرك بالله أو افتراء على الله سبحانه (133).
ما أعظم الرسالة الخاتمة. بثلاث آيات من سورة النحل وآيتين من سورة الأعراف وضعت قوائم المجتمع الصالح فما بالك بباقي آيات القرآن الكريم. وما ذكرناه من الآيات مكي فما بالك بالآيات التي أقامت دولة في المدينة. ومنها قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون * ولا تقربوا مال اليتم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيما

(133) الميزان: 86 / 8.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست