إن هذا من مواجهات الإسلام مع أعدائه. فالدعوة الإسلامية تشق طريقها على أساس التوحيد الخالص. ومنذ أن بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام لا يرى غير الله من يملك أي شئ. فالله وحده له ملك السماوات والأرض وما بينهما. وهو سبحانه المدبر لجميع خلقه. وهو الغني بذاته وعلى الإطلاق وغيره فقير. وهو الواحد القهار الذي لا يماثله شئ في وجوده وهو العزيز الذي لا يغلبه شئ وغير ذليل. النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلى على أسماع بني الإنسان في مكة آيات الله التي تدعو إلى النظر في الكون كي تضاء منطقة الفكر والوجدان لديهم ويفروا من حياة الظلام ولا يتمسكوا بقيود الضلال لأن تمسكهم يدرجهم في القوم الفاسقين الذين حقت عليهم كلمة الله. فهل دعوة الإسلام لإيقاظ الفكر ونجاة بني الإنسان جريمة؟ إن جماهير الطمس والقهقري اعتبروها جريمة. وويل للظالمين من عذاب يوم عظيم.
4 - هدم الانحراف السلفي:
لقد وضع معسكر الانحراف قاعدة اتباع الآباء " قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباء نا " (77) وعلى هذه القاعدة شقوا طريقهم وقالوا: " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون " (79) وعندما جاءتهم رسل الله قالوا: " تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا " (79) واختصار كان طريق السلف الضال من أخطر الطرق على الفطرة. فتحت راياته تهود الفطرة أو تنصرها أو يتم توثينها بصورة من الصور. ومعسكر الانحراف استغل هذه القاعدة حتى في ارتكابه للفواحش يقول تعالى: " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون " (80) وعلى أرضية آباء الضلال أقام معسكر الانحراف خيامه وقام فقهاء كل خيمة بالالتفاف حول عجل من العجول لا يعرفون لهم طريقا إلا به. إذا قلت قال الله. قالوا وماذا عن العجل وإذا قلت هذا سبيل رسول الله قالوا: وأين موضع العجل في هذا السبيل؟