الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٧٢
أنتجت في النهاية ثالوثا عموده. الفقري أسطورة إيزيس وأوزير وولدهما حور، ورغم أن صورة هذا الثالوث شملت جميع الآلهة عند الفراعنة فيما بعد حيث جعلوا (لرع) وغيره زوجة وابنا. إلا أن عجل أبيس كان هو الصورة المثلى للثالوث ولحلول روح الإله فيه! وكان إذا مات عجل من هذه العجو لي أقامت مصر الحداد وخضعت الجثة لفقه معقد وسارت الجنازة وفقا لطقوس عجيبة. وكانت أهم مدافن هذه العجول سيرابيوم سقارة (43) وبنو إسرائيل عندما كانوا في مصر بالقطع شاهدوا الحداد وشاركوا في جنازات العجول، بل واكتسبت قلوب أكثرهم حب هذه العجول، كما أن بعضهم اختلطت نفسه بعقيدة ابن الإله.. وإلا فلماذا عبدوا العجل، ولماذا قالوا عزير ابن الله!؟ ووفقا لأطروحتهم هذه.. لم يغلق باب بني إسرائيل حتى قالوا بأن المسيح ابن الله! ونحن إذا عدنا إلى نقطة البداية.. عندما عبر بهم موسى عليه السلام البحر. نجد أنهم عندما شاهدوا قوما يعكفون على أصنام لهم.. طالبوا موسى أن يجعل لهم إلها كما لهم آلهة.
وبالجملة كان القوم على استعداد للانحراف نظرا لعب ء الثقافة الفرعونية على عقله وقلبه. ولقد آتت هذه الثقافة ثمارها، عندما وعد الله تعالى موسى عليه السلام أن ينزل عليه التوراة والألواح إلى ثلاثين يوما، وأخبر موسى قومه بذلك وجعل عليهم أخاه هارونا عليه السلام، فلما جاء الثلاثون يوما ولم يرجع موسى.
عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون! وقالوا: إن موسى كذب وهرب منا، وعندئذ تقدم السامري وكان من أصحاب موسى وكان على مقدمة القوم يوم أغرق الله فرعون وأصحابه، وروي أن السامري وهو على مقدمة القوم شاهد فرس جبرائيل كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض. تحرك ذلك الموضع فأخذ السامري قبضة من هذا التراب، وصرها في صرة وكان يفتخر بها على بني إسرائيل.
وعندما هم القوم بهارون واتهموا موسى بالهرب.. أمر السامري بجمع الذهب.
وفي رواية أن الشيطان جاءهم في صورة رجل وقال لهم: إن موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم أبدا فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه، وعندما جاء القوم بالذهب وصنعوا العجل.. ألقى السامري بالتراب الذي معه في جوف العجل. فلما وقع التراب في جوفه خار فسجد له أكثر بني إسرائيل!

(43) تاريخ الجوع والخوف / تحت الطبع.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست