الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٦٨
ملكة الاستكبار والعتو فيهم. فإن حركة ثمود باقية تحفر بخناجرها الصخور والقبور ليد فنوا كل ناقة، وكم في كون الله من ناقة لا تسير على أربع (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (33).
4 - بصمة انحراف قوم لوط:
قوم لوط قطعوا السبيل ودقوا أوتاد اللاأخلاق في طريق المسيرة البشرية، ورقعوا الحجارة في وجه من يريد الاصلاح! وهددوه بالرجم وخوفوه بالإخراج من قريتهم! كان لوط عليه السلام يريد زرع الأخلاق الفاضلة وإزالة الأخلاق الرذيلة لأن المعارف الحقة والعلوم المفيدة لا تكون في متناول البشر إلا عندما تصلح أخلا قهم كان عليه السلام يريد أن يرتفع القوم ويخرج من حياة الحضيض حيث الفحشاء والوقاحة والفساد إلى بئر العفة حيث يتعلمون الأدب ولا يتركون شيئا إلا لله ولا يتعلقون بسبب إلا وهم متعلقون بربهم قبله ومعه وبعده. ولكن القوم أبوا إلا الفحشاء والعار فحل بهم الدمار. ومن بعدهم بدأت الفحشاء حول وتدهم الذي دقوه تتسع شيئا فشيئا، وعندما استقرت الفحشاء في معامل بني إسرائيل خرجت بوجوه عديدة، تنطلق من فقه يحب أن تشيع الفاحشة بين الناس، ومن أجل هذا الهدف زينوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. زينوا المقدمات والنتائج.
وبعد أن رفعت أعلام الفواحش فتحوا الأبواب للمنكر ودونوا له الدساتير وبعد أن استقر في عالمهم المنكر دخل البغي.
إنها دوائر تسلم بعضها بعضا، فالفاحشة في عهد قوم لوط كانت بقعة قذرة، أما في عهد بني إسرائيل فكانت أقذر وأوسع، لقد سيطرت أدواتهم على عالم السهرات والأزياء وبيوت التجميل ومعامل السينما ودور العرض ووسائل الإعلام مسموعة ومنظورة ومقروءة. وظهرت في مدارسهم اللاأخلاقية أجيال المخنثين وفي هذه الدوائر ظهر الجنس الثالث حيث الرجال للرجال! والجنس الرابع حيث النساء للنساء! واتسعت تجارة اللواط والزنا والسحاق وأصبحت لها مدن ودول واستيراد وتصدير! وبالجملة قطع الفساد شوطا طويلا في عالم الانحراف والشذوذ وأصبح يهدد البشرية في عمقها. وتهديد العمق البشري يدرج

(33) سورة الشعراء، الآية: 227
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست