راجعة. فقعد لها في طريقها. فضربها بالسيف ضربة. فلم تعمل شيئا.
فضربها ضربة أخرى فقتلها. وخرت على الأرض على جنبها. وهرب فصيلها حتى صعد إلى الجبل. فرغا ثلاث مرات إلى السماء (67) وروي أن جماعة تبعوا فصيلها لما هرب منهم فرماه أحدهم بسهم فأصابه في قلبه. فسقط على الأرض ثم جروه برجليه وأنزلوه. ووضعوا لحمه مع لحم أمه واقتسموه بينهم (68).
وروى ابن كثير أنها عندما شد عليها قدار بالسيف. خرت ساقطة إلى الأرض. ورغت رغاء واحدا تخدر سقبها (فصيلها) ثم طعنها قدار في لبتها فنحرها، وانطلق سقبها (فصيلها) حتى أتى جبلا منيعا فصعد أعلى صخرة فيه ورغا.. وقال ابن كثير يقال إنه رغا ثلاث مرات وأنه دخل في صخرة فغاب فيها.
ويقال: إنهم اتبعوه فعقروه مع أمه (69) وبلغ الخبر صالحا عليه السلام. فجاءهم وهم مجتمعون فلما رأى الناقة بكى وقال: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) (70) وكان قتلهم الناقة يوم الأربعاء (71) وكان الله تعالى قد أوحى إلى نبيه صالح: أن قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم، ولم يكن لهم منها ضرر. ولم يكن لهم فيها ضرر. وكان لهم أعظم المنفعة، فقل لهم: إني مرسل إليهم عذابي إلى ثلاثة أيام. فإن هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم.. وإن هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث.. فلما أبلغهم صالح عليه السلام الذي أوحاه إليه ربه. اشتدوا وعتوا وتمردوا وقالوا: يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (72).
لقد عقروا الناقة وابنها. واقتسموا لحم الابن وأمه بينهم، لقد أكل القوم ناقة الله! أكلوا ناقة الله! ما هذا؟ على أي درب من دروب الانحراف كان يقف هذا النمط من بني الإنسان؟ وعندما أكلوا.. دعاهم نبيهم للاستغفار، فقالوا