الجهل وتجدد العلم لله، وحدوثه بعد نفيه عنه - تعالى الله عن ذلك علوا " كبيرا " - ويسمى هذا البداء الباطل، وقد نسبه البعض إلى الإمامية جهلا " أو تجاهلا "، رغم إنكارهم له، روى الشيخ الصدوق في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن الإمام جعفر الصادق، رضوان الله عليه، أنه قال: من زعم أن الله عز وجل، يبدو له في شئ لم يعلمه أمس، فابرأوا منه (1).
وقال السيد محسن العاملي في كتابه نقض الوشيعة: أجمع علماء الإمامية في كل عصر وزمان، على أن البداء بهذا المعنى باطل، ومحال على الله تعالى، لأنه يوجب نسبة الجهل إليه تعالى، وهو منزه عن ذلك، تنزيهه عن جميع القبائح، وعلمه محيط بجميع الأشياء، إحاطة تامة، جزئياتها وكلياتها، لا يمكن أن يخفى عليه شئ، ثم يظهر له (2).
على أن المسلمين جميعا " - بعد أن نفوا البداء بهذا المعنى - أجازوا بداء لا يستدعي الجهل، وحدوث العلم لذات الله، وهو أن يزيد الله في الأرزاق والأعمار، أو ينقص منها، بسبب أعمال العبد، قال الشيخ المفيد في أوائل المقالات (باب القول في البداء والمشيئة): البداء عند الإمامية هو الزيادة في الآجال والأرزاق، والنقصان منها بالأعمال (3).
وقد اعتمد المفيد في هذا على قول الله تعالى: * (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم) *، وروى الترمذي في سننه (باب لا يرد القضاء إلا الدعاء) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر، إلا البر (5).
وانطلاقا " من كل هذا، فلقد اتفق المسلمون - شيعة وسنة - على أن أية