الرجعة أمر نقلي، إن صح النقل به، لزم اعتقاده، وإلا فلا (1)، ولو كانت الرجعة من أصول الدين أو المذهب عند الإمامية، لوجب الاعتقاد بها، ولما وقع بينهم الاختلاف فيها (2).
4 - المهدي:
كلمة المهدي اسم مفعول من هدى، يقال هداه الله الطريق أي عرفه ودله عليه، وبينه له، فهو مهدي، ولم ترد في القرآن كلمة المهدي، وإنما ورد المهتدي في قول الله تعالى: * (من يهدي الله فهو المهتد) * (3) كما ورد الهادي في قول الله تعالى: * (ولكل قوم هاد) * (4)، وقد جاء في كتب التفسير أن المنذر هو سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الهادي هو علي بن أبي طالب، فلقد روى عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: لما نزلت * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * وقال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال: أنا المنذر، ولكل قوم هاد، وأومأ بيده إلى منكب علي، فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي.
وروى ابن أبي حاتم بسنده عن السدي عن عبد خير عن علي، ولكل قوم هاد، قال: الهادي رجل من بني هاشم، قال الجنيد: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس في إحدى الروايات، وعن أبي جعفر محمد الباقر بن علي، نحو ذلك (5).
هذا وقد ورد في شعر حسان بن ثابت - شاعر الرسول الله صلى الله عليه وسلم - وصف النبي بالمهتدي: