الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
2 - التقية:
التقية: اسم مصدر ل‍ " توقى " و " اتقى "، تقول: توقيت الشئ، واتقيته، وتقيته، تقى وتقية، أي حذرته.
ويقول العلامة المظفري: إن التقية من الوقاية، فهي جنة تدرأ بها المخاوف والأخطار، أي أن الغرض من التقية أن يحافظ المرء على عرضه أو نفسه أو ماله، مخافة عدو، فيظهر غير ما يضمر، فهي إذن مداراة وكتمان، وتظاهر بما ليس هو الحقيقة، فمن كان على دين أو مذهب ثم لم يستطيع أن يظهر دينه أو مذهبه، فيتظاهر بغيره، فذلك تقية.
هذا ولم ترد عبارة تقية في القرآن الكريم، وإنما جاءت بلفظ تقاة.
ويذهب الشريف الرضي (359 - 406 ه‍) (1)، والزمخشري (467 - 538 ه‍) (2) أن تقاة قرأت تقية، ومن الواضح أن المراد بها هنا التظاهر

(١) الشريف الرضي: - هو نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، ولد عام ٣٥٩ ه‍، و توفي يوم الأحد سادس المحرم - وقيل صفر - عام ٤٠٦ ه‍، وكان شاعرا " مفلقا " حتى قيل إنه أشعر قريش، وقد ابتدأ ينظم الشعر وله عشر سنين، وله ديوان في أربع مجلدات، وقد أصبح نقيب الطالبيين في عام ٣٨٣ ه‍، بعد أن تنازل له أبوه عنها، وقال ابن جني النحوي عنه أنه حفظ القرآن في مدة يسيرة، وصنف كتابا " في مجازات القرآن، فجاء نادرا " في بابه، كما صنف كتابا " في معاني القرآن يتعذر وجود مثله دل على توسعه في علم النحو واللغة، وانظر عن مصادر ترجمته وفيات الأعيان ٤ / ٤١٤ - ٤٢٠، شذرات الذهب ٣ / ١٨٢ - ١٨٤، تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٥ - ٢٤٦، وقام الدكتور إحسان عباس بعمل دراسة عنه نشرت في بيروت ١٩٥٧ م.
(٢) الزمخشري: - هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، الإمام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان، كان إمام عصره بغير مدافع، وصاحب التصانيف البديعة، والتي منها: الكشاف في تفسير القرآن العزيز والمحاجاة بالمسائل النحوية، والمفرد المركب في العربية، والفائق في تفسير الحديث، وأساس البلاغة في اللغة وربيع الأبرار وفصوص الأخيار ومتشابه أسامي الرواة والنصائح الكبار والنصائح الصغار وضالة الناشد والرائض في علم الفرائض والمفصل في النحو والأنموذج في النحو. وغيرها وغيرها.
وقد ولد الزمخشري يوم الأربعاء ٢٧ رجب عام ٤٦٧ ه‍، وتوفي ليلة عرفة عام ٥٣٨ ه‍.
وانظر ترجمته في (وفيات الأعيان ٥ / ١٦٨ - ١٧٤، طبقات المعتزلة ص ٢٠، لسان الميزان ٢ / 160، عبر الذهبي 4 / 106، إنباه الرواة 3 / 265، شذرات الذهب 4 / 118 - 121).
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست