الصحاح مكانا " مرموقا " - قد كان يتقي على صورة، ربما كان فيها ازدراء بالإنسانية والخلق النبيل، وبينما كان الإمام الحسن البصري (21 ه / 642 م - 110 ه / 728 م) لا يعطي في نفسه الدنية في مجلس الحجاج بن يوسف الثقفي (660 - 714 م) ولا يداهن ولا ينافق، وإنما كان يتجه في أوقات الحرج إلى السكوت، وجدنا الشعبي يلومه على صراحته في مجلس الحجاج وتصريحه بظلمه (1). روى الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين عن ابن عائشة: أن الحجاج دعا بفقهاء البصرة، وفقهاء الكوفة، فدخلنا عليه، ودخل الحسن البصري رحمه الله، آخر من دخل، فقال الحجاج: مرحبا " بأبي سعيد، إلي إلي، ثم دعا له بكرسي، فوضع إلى جنب سريره، فقعد عليه، فجعل الحجاج يذاكرنا ويسألنا، إذ ذكر علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فنال منه، ونلنا منه، مقاربة له، وفرقا " من شره، والحسن ساكت، عاض على إبهامه، فقال له: يا أبا سعيد ما لي أراك ساكتا "، قال: ما عسيت أن أقول، قال: أخبرني بربك في أبي تراب (أي الإمام علي عليه السلام)، قال سمعت الله جل ذكره يقول:
* (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم) * (2)، فقلي من هدى الله من أهل