بخاوة (خفارة) قدرها ثلاثون ريال فرنسة عن العربي وضعفها عن العجمي وليس للدولة العثمانية على نجد حكم سوى إنها في جانب آل الرشيد ومع ذلك فرعايا ابن رشيد كلهم أو جلهم على المذهب الوهابي بل لعل آل رشيد كانوا أيضا على هذا المذهب. وفي عهد السلطان عبد الحميد أنشأت الدولة العثمانية متصرفية في أطراف نجد غير متصرفية في أطراف نجد غير متصرفية القطيف فكان نصيبها الفشل وحاصر النجديون العساكر المرسلة لحمايتها فعادوا بأسوأ حال وألغيت تلك المتصرفية ثم إن ابن رشيد غلب آل سعود على أمرهم وأخرج الأمير عبد الرحمن الفيصل آل سعود والد سلطان نجد الحالي وولده عبد العزيز وأقرباءهم من الرياض عاصمة إمارتهم فأقاموا عند ابن صباح صاحب الكويت ثم إن عبد العزيز استنفر زهاء ثلاثين رجلا من قومه فركب كل منهم ذلولا وخرجوا من الكويت إلى نجد يستنفرون من مروا به من عشائرها في طريقهم فحارب ابن رشيد واستعاد إمارة آبائه منه ثم هجم في أيام الحرب الكبرى على عشائر شمر في جبلهم وأزال إمارتهم وكانت قد ضعفت بعد موت الأمير محمد ابن رشيد باختلافهم وقتل بعضهم بعضا وأخذ ابن سعود آخر أمير منهم وهو الأمير محمد ابن طلال وما بقي من آل رشيد أسراء وأبقاهم عنده. وفي هذه السنة وهي سنة 1346 حاول الأمير محمد بن طلال قتل الأمير سعود بن عبد العزيز على ما يقال فتسلق داره هو وأتباعه وعبيده فأخطأ مكانه فأمر سعود بقتلهم فقتلوا وهو عشرون شخصا. وما زال عبد العزيز سلطان نجد يتقوى شيئا فشيئا بذكائه ودهائه وعزمه وثباته ومساعدة التقادير له، وفي آخر عهد الاتحاديين استولى على متصرفية القطيف التي كانت لأجداده قبل وقبض على منصور باشا أحد كبراء القطيف لموالاته الدولة العثمانية ثم قتله خفية وسكتت الدولة العثمانية عنه لانشغالها بالفتن والحروب وصالحته كما صالحت إمام اليمن وعقدت معه اتفاقا اعترفت له فيه بإمارة نجد له ولذريته.
ولما نشبت الحرب العامة ودخلت فيها الدولة العثمانية سنة 1332 ه 1914 م بقي ابن سعود على الحياد وتعاهد مع الانكليز واستمالت الدولة الانكليزية إليها الشريف حسين ابن علي أمير مكة ووعدته ومنته استقلال بلاد العرب وتعاهدت معه على ذلك كما تعاهدت مع الفرنساويين في الوقت نفسه على اقتسام بلاد العرب فساعدها الشريف حسين ورجال العرب مساعدة تذكر ولما وضعت الحرب العامة أوزارها سنة 1337 ه 1919 م ودخلت