على الدرعية فتوجه بعساكر وأموال وذخائر كثيرة حتى دخل مكة ثم خرج منها بالعساكر قاصدا الدرعية وجعل يملك كل أرض وصلها بلا معارض حتى وصل إلى موضع يسمى الموتان ووقع بينه وبين الوهابية حرب شديد وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر منهم وغنم خياما ومدفعين (وفي سنة 1223) أمده أبوه بعساكر أتراك ومغاربة وملك بلدا من بلاد الوهابية وقبض على أميرها ويسمى عتيبة ثم استولى على الشقراء وكان بها عبد الله ابن سعود فخرج هاربا إلى الدرعية ليلا وبينها وبين الشقراء يومان ثم استولى إبراهيم باشا على بلد كبير من بلادهم ولم يبق بينه وبين الدرعية إلا ثمان عشرة ساعة ثم زحف على الدرعية فملك جانبا منها وحاصر الوهابيين وأحاط بهم ثم غاب عن معسكره لأمر اقتضى ذلك فاغتنموا فرصة غيابه وكبسوا العسكر وقتلوا منهم عددا وافرا وأحرقوا " الجبخانة " ولما بلغ الخبر أباه أمده بالعساكر برا وبحرا مع قائد اسمه خليل باشا ولم يزل يتابع إرسال الذخائر والأموال حتى أنها بلغت أجرة الذخيرة مرة من ينبع إلى المدينة على جمال العرب خاصة خمسة وأربعين ألف ريال لكل بعير ستة ريالات ومن المدينة إلى الدرعية مائة وأربعين ألف ريال هذا في مرة واحدة ومثله مستمر. ولم يزل إبراهيم باشا يغير على أطرافهم ويشدد الحصار عليهم لما وصله المدد ازدادت قوته وحصل له معهم وقائع إلى أن استولى على الدرعية وكسر الوهابية وقبض على أميرهم عبد الله بن سعود وكثير من أقربائه وعشيرته واخرب الدرعية فسكن من بقي من أهلها الرياض ولما بلغ ذلك محمد علي باشا بمصر فرح فرحا شديدا وضرب لذلك نحو ألف مدفع وبلغ عدد المدافع التي ضربت أيام الزينة ثمانين ألف مدفع.
وفي أول سنة 1234 أرسل إبراهيم باشا عبد الله بن سعود وكثيرا ممن قبض عليهم إلى مصر فدخلها وهو راكب على هجين وأمامه العسكر وخرج الناس للتفرج وضربوا عند دخوله المدافع فلما أدخل على محمد علي باشا قابله بالبشاشة وقام له وأجلسه إلى جانبه وقال له ما هذه المطاولة فقال الحرب سجال قال كيف رأيت إبراهيم باشا فقال ما قصر ونحن كذلك حتى كان ما كان قدره المولى قال إنا إن شاء أشفع فيك عند السلطان فقال المقدر يكون فخلع عليه وكان معه صندوق صغير مصفح فسأله ما فيه فقال فيه ما أخذه أبي من الحجرة أصحبه معي إلى السلطان فإذا فيه ثلاثة مصاحف متقنة وثلاثمائة حبة لؤلؤ