جيوش الحلفاء سورية وبينها الجيوش العربية بقيادة الأمير فيصل أحد انجال الملك حسين ابن علي ثم كان إلى الجيوش البريطانية والعربية احتلال المدن الأربع دمشق وحلب وحمص وحماه وتوابعها ومنها حوران، والتصرف الإداري فيها بيد الحكومة العربية، وإلى الجيوش الافرنسية احتلال بيروت ولبنان وطرابلس وجبل عامل والأردن وتوابع ذلك وإلى الجنود البريطانية احتلال فلسطين وشرق الأردن وبعض حوران. وأعلن استقلال الحجاز ونودي بالشريف حسين ملكا عليه باسم ملك العرب ووافقت على ذلك الدول الكبرى وخطب باسمه على المنابر حتى في مدن سوريا وفلسطين ثم بويع بالخلافة في الحجاز وأكثر تلك المدن وأعلن استقلال نجد تحت سلطنة الأمير عبد العزيز آل سعود باسم سلطان نجد ووافقت على ذلك الدول العظمى وفي مقدمتها بريطانيا ومنحته راتبا لا يقل عن أربعين ألف ليرة انكليزية وبلغ مجموع ما دفعته له من ابتداء سنة 1917 إلى سنة 1923 ميلادية زهاء خمسمائة ألف واثنين وأربعين ألف جنيه انكليزي وكان ذلك أولا للمساعدة في الحرب ضد تركيا وبعد الحرب ليمتنع عن القيام ضد الحجاز والكويت والعراق وليساعد في ترويج سياستها الخاصة التي ترمي إلى إيجاد أحوال سلمية في بلاد العرب.
صرح بذلك وزير المستعمرات مستر أمري وتناقلته صحف العالم ونقلناه بحروفه، وتعاهدت معه على أن إمارة نجد وملحقاتها له ولأولاده بشرط أن يكون الأمير اللاحق مختارا من السابق ولا يكون خصما معاديا للحكومة البريطانية بمخالفته لشروط هذه المعاهدة، وإن تساعده وذريته على أي دولة أجنبية تعتدي على بلادهم إذا كان الاعتداء بدون علمها ولا إعطائها الوقت الكافي لمراجعته في إزالة الخلاف المسبب للاعتداء وأن لا يعقد اتفاقا ولا معاهدة مع أي حكومة أو دولة أجنبية ويعد بعدم مفاوضة أحد في ذلك ويلتزم إعلام الحكومة البريطانية بكل تجاوز أو تعد على بلاده ويلتزم أن لا يبيع ولا يرهن ولا يؤجر ولا يتخلى عن شئ من أراضي بلاده ولا يمنح امتيازا لدولة أجنبية أو أحد رعاياها بدون رضا بريطانيا وبأن يتبع في ذلك نصائحها وبإبقاء الطرق الموصلة إلى البلاد المقدسة مفتوحة والمحافظة على الحجاج الذين يسلكونها وعدم الاعتداء على حكومات