كبار وحبة زمرد كبيرة وبها شريط ذهب فقال له الذي أخذه أبوك من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا فقال هذا الذي وجدته فإنه لم يستأصل كل ما في الحجرة لنفسه بل أخذ منه كبار العرب وأهل المدينة وأغوات الحرم وشريف مكة فقال صحيح وجدنا عند الشريف غالب أشياء من ذلك ثم أرسله في تاسع عشر المحرم مع أتباعه مخفورا إلى إسلامبول فطافوا به البلدة وقتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه في نواح متفرقة (وفيها) أرسل محمد علي ابن أخته خليل باشا بعساكر إلى الحجاز فتوجه إلى يمن الحجاز واستولى عليه صلحا ثم صار محافظا لمكة وفيها في رجب وصل من أسري الوهابية نحو أربعمائة إلى مصر أرسلهم إبراهيم باشا بحريمهم وأولادهم ومعهم أولاد عبد الله بن سعود وبعد أن حج إبراهيم باشا توجه إلى مصر فوصلها في صفر سنة 1235 وأحضر من رؤساء الوهابية فشهروهم وقتلوهم واستقر ملك محمد علي باشا على مصر والحجاز ونجد.
وكان قد هرب كثير من كبار الوهابية من إبراهيم باشا حين ملك الدرعية فلما ارتحل عنها رجعوا إليها منهم عمر بن عبد العزيز وتركي ابن أخي عبد العزيز ومشاري بن سعود وكان قبض عليه إبراهيم باشا فهرب من الحمراء فعمروا الدرعية ورجع أكثر أهلها وقدموا عليهم مشاريا المذكور فجهز محمد علي عسكرا له بإمرة حسين بك فقبضوا على مشاري وأرسلوه إلى مصر فمات في الطريق وتحصن الباقون في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين بحجر اليمامة وبينها وبين الدرعية أربع ساعات فحاصرهم حسين بك ثلاثا فطلبوا الأمان فأمنهم وخرجوا إلا تركيا فهرب من القلعة ليلا فقيدهم وأرسلهم إلى مصر سنة 1236 ثم ملك تركي الرياض بعد سنين وثار عليه رجل من آل سعود اسمه مشاري فقتل تركيا وكان لتركي ولد اسمه فيصل كان عند قتل أبيه في الغزو فلما بلغه جاء برجال الغزو وقتل مشاريا واستقل بالملك واستفحل أمره وأشهر الدعوة التي كان عليها أسلافه فجهز محمد علي العساكر لقتاله مع خورشيد باشا فتوجه من المدينة سنة 1253 ومعه خالد بك ابن سعود وهو من أسري سنة 1233 كبر وتربى بمصر فاستحسن محمد علي أن يؤمره في نجد فلما وصل خورشيد إلى نجد حصل بينه وبين فيصل وقائع كثيرة إلى أن قبض على فيصل وأرسله إلى مصر سنة 1254 وأقام خالدا أميرا في الرياض ورجع فاستمر خالد في الإمارة سنتين ثم ظهر لأهل نجد عدم سلوكه الطريقة التي يرتضونها فثار عليه عبد الله بن ثنيان مع النجديين