في جمادى الثانية توجه بنفسه إلى الطائف لمحاربة الوهابية والعساكر والذخائر والأموال تأتيه من مصر وبلغت العشور بميناء جدة أربعة وعشرين لكا وجعل يستميل الناس بالمال وصالح الأشراف ومشايخ العربان الذين فروا منه ثم توجه من الطائف إلى كلاخ ووجه العساكر إلى جهات متفرقة ووجه ابنه طوسون إلى المدينة ثم عاد هو إلى مكة إلى أن حج.
وفي افتتاح سنة 1220 عاد إلى الطائف ووقع بينه وبين الوهابية حروب كان النصر له فيها عليهم واستولى على تربة وبيشة ورينة وقتل الكثير من الوهابيين وتوجه إلى القنفذة من بلاد عسير فملكها وقبض على طامي أبي نقطة فإن الشريف راجحا بذل لابن أخي طامي مالا جزيلا ليقبض على عمه فصنع وليمة ودعاه إليها فقبض عليه فأرسلوه إلى مصر مغلولا ثم إلى إسلامبول فقتل.
ولم يزل محمد علي باشا يجول في بلاد العرب ويقهر الخصوم ويبذل الأموال ويرتب الأمراء في كل موضع يستولي عليه إلى جمادى الأولى ثم عاد إلى مكة ورتب بها الأرزاق للأشراف وغيرهم وجدد دفاتر الجراية لأهل مكة وكانت انقطعت في زمن الوهابية وأبطل ما استولى عليه الأغنياء منها بالفراغات ورتبها ترتيبا جديدا ثم أقام حسن باشا الأرنؤطي نائبا عنه بمكة وتوجه إلى مصر فوصلها في رجب.
* الصلح بين طوسون باشا والوهابية سنة 1230 ووفاة طوسون * وفي شعبان من هذه السنة تصالح طوسون وعبد الله بن سعود وترك عبد الله الحرب وأذعن للطاعة وجاء من الوهابية نحو عشرين شخصا إلى طوسون فأرسل اثنين منهم إلى أبيه بمصر فلم يعجبه الصلح ثم حضر طوسون إلى مصر في ذي القعدة وفي سنة 1231 توفي بالطاعون وعمره نحو عشرين سنة وولد له في غيابه مولود اسمه عباس وهو الذي ولي مصر بعد عمه إبراهيم باشا.
وبقي أمر محمد علي باشا نافذا بالحجاز وعساكره في كل ناحية ونائبه بمكة حسن باشا ومستشاره بها الشيخ أحمد تركي والشريف شنبر ولم ينقطع إرسال العساكر من مصر إلى الحجاز.
وفي أوائل سنة 1222 أرسل ولده إبراهيم باشا إلى الحجاز لإكمال محاربة الوهابيين والاستيلاء