ومن العبيد نحو الألف في القلاع ولكن إذا جاء القدر لم ينفع الحذر.
* القبض على الشريف غالب * وكان محمد علي باشا مأمورا من السلطنة بالقبض على الشريف غالب فتحير في ذلك لتحذر الشريف منه ولما بينهما من العهود فرأى أن يقبض عليه ابنه طوسون تخلصا من خلف العهد بزعمه فأظهر أن بينه وبين ابنه منافرة وذهب ابنه لجدة مظهرا أنه مغاضب لأبيه وكتب إلى الشريف أن يشفع له عنده ففعل فكتب الشريف إليه بالحضور فحضر وذهب الشريف للسلام عليه وليأخذه إلى أبيه فلما وصل إلى بيت طوسون وجد أكثر العساكر مجتمعة فلم ينكر ذلك لظنه أنهم جاؤوا للسلام فدخل على طوسون وتفرق أتباعه في الدهليز وقبل طوسون يده وعظمه ومنع الناس من الدخول على العادة ثم دخل عابدين بك من كبار العسكر فقبل يد الشريف وقبض على الجنبية ليأخذها من وسطه وقال أنت مطلوب للدولة فلم يجد بدا من التسليم فقال سمعا وطاعة أقضي أشغالي في ثلاثة أيام ثم أتوجه فقال لا سبيل إلى ذلك وأدخلوه إلى بيت آخر ولا يعلم أحد بشئ وذلك في أواخر ذي القعدة من سنة 1228 ومكة مملؤة بالحجاج وأرسل طوسون إلى أبيه يعلمه بذلك فاستشار الشيخ أحمد تركي الذي كانت هذه الحيلة بتدبيره وهو مطوف ذو عقل ودهاء وكان من المختصين بالشريف ويعتمد عليه في المهمات ويبعثه إلى دار السلطنة فلما قدم محمد علي الحجاز جعله ملازما له فوجده محمد علي ذا خبرة ودراية فقربه وصار يستشيره ولما رجع إلى مصر أمر نائبه بمكة باستشارته فقال إن الشريف له ثلاثة أولاد كبار فيخشى أن يحدثوا فتنة والقلاع بأيدي عبيدهم وعندهم عساكر موظفة فلا بد من الاحتيال للقبض عليهم فذهب الشيخ أحمد إلى الشريف غالب وقبل يده وقال افندينا يسلم عليكم ويقول لا تهتموا والقصد أن تقابلوا مولانا السلطان وترجعوا إلى ملككم ويكون مدة غيابكم أحد أولادكم نائبا عنكم فاطلبوهم واخبروهم بالحقيقة ليطمئنوا فصدقه وأمر بكتابة ورقة لهم ليحضروا وختمها فحضروا وقبض عليهم وقيل بل أرادوا الحرب لما علموا فتهددهم الباشا وأرسل إليهم الشريف فمنعهم عن ذلك وخدعهم الشيخ أحمد تركي فقال ليس على أبيكم بأس إنما هو مطلوب في مشاورة مع الدولة ويعود بالسلامة والباشا يريد أن يولي كبيركم نيابة عن أبيه حتى يرجع فانخدعوا وقاموا معه والله أعلم. وأشار الشيخ أحمد بتولية