غالب مع عساكر الأتراك والعربان ووقع الحرب وأصيب جواده وأصابته جراحة فنزل إلى الأرض واختلط بالعسكر فلم يعرفوه وارتفع الحرب بنزوله ثم خرج عنهم وسار نحو أربع ساعات فصادفه جند الشريف فقبضوا عليه فجعل الشريف في عنقه زنجيرا وكان المضايفي زوج أخت الشريف فاستاء منه وانضم إلى الوهابيين فكان أعظم أعوانهم وهو الذي كان يحارب لهم ويجمع قبائل العرب ويدعوهم عدة سنين ويوجه السرايا وهو الذي فتح الطائف وهو المحارب مع عرب حرب بناحية الصفراء الذي هزم عساكر طوسون وشتتهم كما مر وكان فصيحا متأنيا في الكلام عليه آثار الإمارة ومعرفة مواقع الكلام ثم أرسلوه إلى جدة ومنها إلى مصر والزنجير في عنقه وجاءت البشارة إلى محمد علي بالقبض على المضايفي وقد تهيأ للسفر إلى الحجاز فوصل جدة في أواخر شوال سنة 1228 وكانوا أرسلوا المضايفي فلم يره وبعد وصول المضايفي إلى مصر بثلاثة أيام أرسلوه مع ابن مضيان إلى إسلامبول فطافوا بهما فيها ثم قتلوهما.
ولما وصل محمد علي باشا إلى جدة واجتمع بولده طوسون حضر الشريف غالب لمقابلته وجاءته رسل سعود الوهابي فقالوا الأمير سعود يطلب الافراج عن المضايفي ويفتديه بمائة ألف ريال فرانسة ويريد الصلح فقال أما المضايفي فأرسل إلى إسلامبول وأما الصلح فلا نأباه بشرط دفع كل ما صرفناه على العساكر من ابتداء الحرب إلى اليوم وإرجاع كل ما أخذه من ذخائر الحجرة النبوية ودفع ثمن ما استهلك منها وأن يأتي إلي لأتعاهد معه ويتم صلحنا وإن أبى فنحن ذاهبون إليه فقالوا أكتب له كتابا فقال لا أكتب لأنه لم يرسل معكم كتابا فكما جئتم بمجرد الكلام فعودوا به فلما أرادوا الانصراف جمع العساكر ونصبوا ميدان الحرب والرمي من البنادق والمدافع ليرى الرسل ذلك.
ثم توجه محمد علي إلى مكة فاحتفل به الشريف غاية الاحتفال وبالغ في ضيافته وإكرامه مع شدة التحذر منه وأنزله وولده طوسون كلا في دار وكان الباشا يعظم الشريف غاية التعظيم ويقبل يده وتعاهد معه في جوف الكعبة على الوفاء وعدم الخيانة من الطرفين ومن تحذره منه إن حسن له توجه العساكر من جدة إلى الطائف بدون دخول مكة لئلا يحصل ضيق في الماء لكثرة الحاج ففعل ولم يكن مع الباشا في مكة من العساكر إلا قليل وكان عند الشريف عساكر موظفون نحو الألفين متفرقين قلقات في أطراف مكة