العساكر وأرسلوا إلى أحمد باشا الجزار والي عكا بالتوجه لمحاربتهم وفي سنتي 1222 و 23 أرسلت تحثه فاعتذر بأن هذا الأمر لا يتم بالعجلة ويحتاج إلى الاستعداد وفي سنة 1224 أرسلت له بذلك وأن يوسف باشا المعدني تعين للسفر إلى الحرمين عن طريق الشام وسليمان باشا والي بغداد تعين للسفر من ناحيته على الدرعية وفي سنة 1225 حضر عيسى آغا من قبل الدولة العثمانية إلى الإسكندرية ومعه مهمات وآلات مراكب ولوازم حرب لسفر الحجاز ومحاربة الوهابية وفي سنة 1226 اهتم محمد علي باشا بأمر الحجاز وإرسال العساكر إليه فسافر إلى السويس وحجز المراكب وكان عمل قبل ذلك مراكب بالسويس لهذا الغرض وأمر بعمل مراكب كبار لحمل الخيول ثم قلد ابنه طوسون باشا ساري عسكر الحجاز وعسكروا خارج مصر (1) ثم سافر طوسون في شهر رمضان من هذه السنة مع قسم من العسكر عن طريق البحر ومعه رئيس التجار السيد محمد المحروقي وأوصاه أبوه بالأخذ برأيه ومن العلماء الشيخ المهدي والسيد أحمد الطحطاوي وسافر القسم الآخر من العسكر عن طريق البر وكان الشريف غالب يراسل محمد علي باشا ويعده معاونة عساكره والمذكور أيضا يراسله فلما وصلت العساكر البحرية إلى ينبع البحر لم يعطوهم ماء ومنعهم المرابطون عند العين ورموا عليهم من القلعة بالمدافع والرصاص فأحاطوا بها وضربوا عليها بالقنابل وصعدوا إليها بالسلالم غير مبالين بالرصاص النازل عليهم فملكوها وقتلوا من بها سوى سبعة هربوا على خيولهم منهم وزير الشريف ونهبت ينبع وسبيت نساؤها على رواية الجبرتي وأرسل بعض الرؤوس إلى مصر ووصلت العساكر البرية إلى المويلح ثم اجتمعت بعساكر البحر وأخذوا ينبع البر بلا قتال وأتتهم العربان أفواجا فخلع عليهم طوسون ثم ملكوا قرية السويق قرية ابن جبارة وفر هاربا. واجتمع جماعة من كبار الوهابية فيهم عبد بن سعود والمضايفي في نحو من سبعة آلاف فارس عدى الرجالة وقصدوا تبييت العسكر فنذر بهم وخرج إليهم شديد شيخ الحويطات بفرسانه وطائفة من العسكر
(٣٨)