الناس للنظر إليها ثم جهز الشريف جيشا إلى الليث فلم يجدوا فيها أحدا ثم جهز جيشا آخر فيه من الأتراك نحو مائتين وخمسين فارسا وأمرهم أن يقيموا بالمدرة مرابطين فبقوا فيها ثلاثة أشهر وتغير الهواء على الأتراك فمرضوا ورجع الكثير إلى مكة ولم يبق إلا أربعون فهجم عليهم المضايفي بغتة بأربعة آلاف مقاتل ونصر الله الأربعين على الأربعة آلاف فهزموهم وقتلوا فيهم قتلا ذريعا حتى وصلوا إلى الزيماء هاربين وأرسل الشريف خلفهم مائتين من الخيل فلم تلحقهم وأنعم الشريف على أولئك الأربعين (وجاءت الأخبار) أن عشرين من خيل الوهابية تصل إلى المغمس فتنهب إذا سنحت لها الفرصة من بادية الحرم فأرسل الشريف سرية فيها أربعة عشر فارسا وعشرون راميا فوصلوا إلى المغمس فلم يجدوا أحدا فلما اقبلوا على سولة رأوا ما ينوف عن خمسمائة فوقع الحرب بينهم وانتصر ذلك العدد القليل على الوهابية فأفنوا الكثير منهم وهزموهم هزيمة قبيحة وغنموا منهم وعادوا إلى مكة ومعهم الرؤوس على الرماح.
* استيلاء الوهابية على ينبع سنة 1219 وإخراجهم منها * ثم إن بداي شيخ حرب وقومه توهبوا وحاصر هو وابن جبارة شيخ جهينة ينبع وأرسلا إبراهيم الرويتي إلى وزيرها محمد الحجري فخدعه وخوفه وصعب عليه الأمور ولم يكن عنده دراية بالحرب فطلب الأمان ولولا ذلك لم يقدروا عليه فدخلوا ينبع وقتلوا أهلها وتوجه وزيرها إلى جدة في البحر ثم أتى مكة ورمي عند الشريف بالخيانة فصلبه وتوجه الشريف إلى جدة وجهز عشر داوات كبارا بالذخائر والعساكر نصفها من عسكره ونصفها من الترك وفي أيام إقامته بجدة وصلها إبراهيم الرويتي فوجد معه أوراقا من بداي يفسد بها الرعية فأمر بصلبه فصلب ثلاثة أيام واستولى الجند المرسل إلى ينبع عليها بعد قتال ثلاثة أيام وقتلوا أصحاب ابن بداي قتلا ذريعا.
* محاصرة الشريف غالب الطائف وحروبه مع الوهابية * ثم توجه الشريف غالب بعسكر عظيم وحاصر المضايفي في الطائف عشرة أيام ثم عاد إلى مكة وجاء عبد الوهاب أبو نقطة من قواد الوهابية إلى أرض اليمن حتى وصل الليث بجند كثير فخرج الشريف بجنوده إلى قتاله حتى أتى السعدية فوجد فيها جنود الوهابية