الأسعار بمكة لانقطاع الطرق فأخبر الشريف سعودا بذلك فأرسل إلى عثمان ومنعه فعاد الأمن وتراخت الأسعار ثم أمر الشريف ببناء حصن على رأس جبل الهندي وحصنه بالرجال والذخائر وكان مدة استيلائهم على مكة يصانعهم ويهدي لهم الأموال الجزيلة وكانت هداياه تصل إلى أكثر أمرائهم وعلمائهم وأعوانهم محافظة على نفسه وعلى أهل مكة وكان سعود وكثير من أمرائهم يحجون كل سنة بجنود كثيرة فيكرمهم الشريف ويهئ لهم الضيافات الكثيرة ومع ذلك كان يكاتب الدولة العثمانية سرا ويحثها على تعجيل تجهيز العساكر لإنقاذ الحرمين من الوهابية.
وفي خلاصة الكلام: في هذه السنة كان أمير الحاج الشامي عبد الله باشا فلما وصل منزل هدية جاءه من الوهابي لا تأت إلا على ما شرطنا عليك في العام الماضي فرجع الحاج من هدية لم يحجوا أما المحمل المصري فأمر سعود بإحراقه ونادى مناديه بعد انقضاء الحج أن لا يأتي إلى الحرمين بعد هذا العام من يكون حليق الذقن وتلا في المناداة (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) فانقطع مجئ الحاج الشامي والمصري من هذا العام (1).
* نهب الوهابية ذخائر الحجرة النبوية وهدم القباب بالمدينة المنورة سنة 1221 * وفيها أخذ الوهابي كل ما في الحجرة النبوية من الأموال والجواهر وطرد قاضيي مكة والمدينة وأقام لقضاء مكة الشيخ عبد الحفيظ ولقضاء المدينة بعض علمائها ومنعوا الناس من زيارة النبي (ص).
وقال الجبرتي: لما استولى الوهابيون على المدينة المنورة هدموا القباب التي فيها وفي ينبع ومنها قبة أئمة البقيع بالمدينة لكنهم لم يهدموا قبة النبي (ص) وحملوا الناس على ما حملوهم عليه بمكة وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم ملؤا أربع سحاحير من الجواهر المحلاة بالماس والياقوت العظيمة القدر ومن ذلك أربع شمعدانات من الزمرد