المذكورة عن الذات، وهذه الصفة التي تؤدي إلى إثبات الذات أو التي هي تعبير عن الذات ابتداء، لا يقال عنها أنها جسم أو عرض أو نحوه، كما لا يصح إطلاق ذلك على الذات المقدمة، لأن الصفة عند النظام وغيره من المعتزلة هي غير الذات.
ولعل هشاما يريد هذا المعنى بقوله أن الصفة لا توصف، وإن كان لم يقل بأن الصفة عين الذات لكنه أيضا لم يقل إنها غيره، فيمكن أن يقصد هذا المعنى. ومن الجائز أن يريد أن الصفة من المعاني والأعراض التي لا تكون محلا لعرض آخر، لأن العرض يحتاج إلى محل يقوم به، والعلم الذي هو الصفة قد ثبت عنده بالدليل، أنه ليس له محل كما سبق أن وصف العلم بالحدوث أو القدم أو نحوهما عرض أيضا يحتاج إلى محل وجسم يقوم به والصفة الأولى وهو العلم عرض لا يقوم به عرض آخر، لأن العرض لا يقوم إلا بالجوهر أو المادة.
وبالرغم من كل ذلك فقد أنكر الشيخ المفيد ما حكي عن هشام في العلم وقال: " ولسنا نعرف ما حكاه المعتزلة عن هشام بن الحكم في خلافه، وعندنا أنه تخرص منهم عليه، وغلط ممن قلدهم من الشيعة فيه، ولم نجد له كتابا مصنفا ولا مجلسا ثابتا، وكلامه في الإمامة ومسائل الامتحان، يدل على ضد ما حكاه عنه الخصوم عنه " (1) وكذا دفع عنه هذه الحكاية السيد المرتضى فقال: " فأما حديث العلم فهذا أيضا من حكايتهم المختلفة، وما نعرف للرجل فيه كتابا ولا حكاه عنه ثقة " (2).