نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٢
بأمره، ولا ننازع في ذلك " (1).
وفي رواية المحب الطبري عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب: " فكنا - معشر المهاجرين - أول الناس إسلاما، ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه، ونحن أهل الخلافة، وأوسط الناس أنسابا في العرب، ولدتنا العرب كلها، فليس منهم قبيلة إلا لقريش فيها ولادة، ولن تصلح إلا لرجل من قريش... " (2).
وهل اجتمعت هذه الصفات - وفي أعلى مراتبها وأسمى درجاتها - إلا في علي عليه السلام؟! إن عليا عليه السلام هو الذي توفرت فيه هذه الصفات واجتمعت الشروط... فهو " عشيرة النبي " و " ذو رحمه " و " وليه " وهو " أول من عبد الله في الأرض وآمن به " فهو " أحق الناس بهذا الأمر من بعده " و " لا ينازعه في ذلك إلا ظالم "!!
ومن هنا نراه عليه السلام يحتج على القوم في الشورى ب‍ " الأقربية " فيقول: " أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرحم مني، ومن جعله نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه؟! قالوا:
اللهم لا " الحديث (3).
وهذا ما اعترف به له عليه السلام طلحة والزبير، حين راجعه الناس بعد قتل عثمان ليبايعوه، فقال - في ما روي عن ابن الحنفية -: " لا حاجة لي في ذلك، عليكم بطلحة والزبير.
قالوا: فانطلق معنا. فخرج علي وأنا معه في جماعة من الناس، حتى أتينا طلحة بن عبيد الله فقال له: إن الناس قد اجتمعوا ليبايعوني ولا حاجة لي

(١) تاريخ ابن خلدون ٢ / 854.
(2) الرياض النضرة 1 / 213.
(3) الصواعق المحرقة: 93 عن الدارقطني.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست