نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٠٢
للناس (١).
وقد اعتبرت الشيعة مبيت علي على فراش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فضيلة لعلي ودليلا على شجاعته وهي من الأمور المؤهلة عليا للإمامة أو الخلافة. فيذكر فرات الآية: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾ (2). ويقول إنهما نزلت في علي بن أبي طالب حين بات على فراش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (3).
ويقول ابن رستم الطبري: استخلف الرسول عليا ثلاث وهلات مرة على حرم الله حجة للناس حتى ظهر وهو بالمدينة ومرة على فراشه حجة للخلق حين توارى بأبي بكر في الغار ومرة ثالثة في غزوة تبوك (4).
ويذكر المفيد أهمية هذا ويقول: ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قومه وأهله من يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين عليه السلام فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها وقضاء ما كان عليه من دين لمستحقيه... ولم ير أن أحدا يقوم مقامه في ذلك من الناس كافة فوثق بأمانته.. (5).
ويقول ابن المطهر ووقاه بنفسه لما بات على فراشه مستترا بإزاره ويجعل هذه من فضائل علي التي أهلته للإمامة (6).
وقد اتخذت الشيعة من خبر المؤاخاة دليلا آخر على إمامة علي بن

(١) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج ٢ ص ٣٨٧.
(٢) سورة البقرة ٢: ٢٠٧.
(٣) فرات الكوفي: تفسير فرات ص ٥. وانظر ابن الأثير: أسد الغابة ج ٤ ص ١٨.
(٤) ابن رستم الطبري: المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص ١١٠.
(٥) الشيخ المفيد: الإرشاد ص ٣١.
(٦) ابن المطهر: منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٨٢ كما ورد هذا الخبر عند عدد من كتاب الإمامية المتأخرين انظر الحائري: شجرة طوبي ص ٣٥، جعفر نقدي: الأنوار العلوية والأسرار المرتضوية ص ٤١، الحر العاملي: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج ٣ ص ٣٤٩، المظفر: دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٣٢ وقد سار المظفر على طريقة ابن المطهر في كلامه على إمامة علي فقد قسمها إلى أدلة مستندة إلى القرآن وأخرى إلى السنة النبوية ثم إلى فضائله البدنية والنفسية.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298