الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يلده هاشم ولا عبد المطلب إلا مرة وفخرت لأنك لم تلدك العجم ولم تعرق فيك أمهات الأولاد فقد فخرت على من هو خير منا نفسا وأبا أولا وآخرا إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت أمه مارية القبطية وما ولد فيكم أفضل من علي بن الحسين وهو لام ولد وهو خير من جدك حسن وما كان فيهم بعده مثل أبيه محمد بن علي بن الحسين وأمه أم ولد وأما قولك أنهم بنو رسول الله فإن الله تبارك وتعالى يقول: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ولكنكم بنو بنته وهي رحمها الله لا تحرز الميراث ولا ترث الولاء ولا يحل لها أن تؤم فكيف يورث هذا امامكم وأما ما ذكرت من أمر علي فقد حضرت النبي الوفاة فأمر غيره بالصلاة (1).
ثم يشير المنصور إلى النزاع بين الأمويين والعلويين وانتصار العباسيين ويقول: ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم ونفوكم من البلدان... حتى خرجنا عليهم فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وأورثناكم أرضهم وديارهم (2).
ويبدو من هذه المكاتبات التي تبودلت بين المنصور ومحمد النفس الزكية الصراع الذي كان سائدا بين العباسيين وأبناء الحسن وحجج الطرفين، كما أنها تظهر نظرتهم إلى بعضهم في ذلك الوقت، ثم إنها كتبت لمجرد الدعاية ولم يقصد منها إقناع الخصم (3).
وبالرغم من كثرة من وقف بجانب النفس الزكية ونصره، لم يكتب لثورته النجاح للظروف التي أحاطت به.
فقد اتبع المنصور وسائل عديدة للقضاء عليه فقد كان يكتب إليه على ألسن قواده يدعونه إلى الظهور ويعلمونه بأنهم معه، لذلك كان محمد يقول: لو التقينا مال إلي الثوار كلهم (4).