من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٧٣
إسلامه (1)، حري بأن لا يدعى لشهادة من هذا القبيل، فالذي يكتم مرة، يخشى منه أن يكتم في غيرها، وهو بالتالي غير مؤهل لخوض شهادة من هذا القبيل لها كل هذا القطع، حيث أن من المفترض أن أمثال عبد الله بن سلام وصحبه - حيثما كانوا من علماء كتبهم، وأن هذه الكتب قد حوت البشارة بمبعث الرسول (ص) - أن يسلم قبل قدوم الرسول إلى المدينة، فإن كان الاحتجاج
(1) من ذكرتهم روايات شهادةأهل الكتاب أسلموا في أوقات متغايرة، وأقربهم إلى الإسلام (على بعض الروايات) كان عبد الله بن سلام التي تشير بعض الروايات إلى أنه أسلم بمجرد ما رأى رسول الله (ص) وهو قادم إلى المدينة، وقال البعض أنه أسلم بعد عام من قدوم الرسول إليها، ورأى آخر أنه أسلم قبل وفاة الرسول بعامين. (أنظر في هذا الشأن الإصابة في تمييز الصحابة 2: 320 رقم 4725).
وإن كنا نعتقد أن إسلامه كان متأخرا حيث لا يؤثر له في عالم الخبر والأحداث ما يدل على كونه كان موجودا في الأحداث المتقدمة من سنوات الهجرة، في وقت أن قلة المسلمين آنذاك كانت تسمح لمثله - وهو الذي وصف بأنه كان عالم أهل الكتاب - بالبروز في عالم الأحداث.
فيما نجد أن (تميم الداري) قد أسلم في العام التاسع لهجرة الرسول (ص). (الإصابة في تمييز الصحابة 1: 183 - 184 رقم: 837).