المبارك، ثم يدعوهم للشهادة على صحة النسبة وصحة البشارة؟ وفي ذلك فائدة أكبر لهم وللمسلمين ولمن كانوا في موضع الحجاج، ناهيك عما في ذلك من تحجيم لخطر عدم الإدلاء بالشهادة على وجهها، وهو أمر لم يفعله الرسول (ص) على أي حال.
وخامسا: إن الحجاج كان في الآية مع الذين كفروا بالمعنى المتبادر الطبيعي للفظ، فإن هؤلاء لديهم شهادة الرسول وعلماء أهل الكتاب بمصاف واحد فهم لا يؤمنون بالاثنين معا، وإما إن تكون الآية قد أرادت الذين كفروا من أهل الكتاب، فعادة ما يطلق هذا اللفظ على الحربيين من أهل الكتاب لا على مجموع أهل الكتاب لمجرد أنهم من أهل الكتاب ومثل هؤلاء لن تنفع معهم شهادة أمثال عبد الله بن سلام وتميم الداري، فضلا عن سلمان الفارسي الذين لم يكن في الوضع الاجتماعي المناسب الذي يمكنه من الإدلاء بشهادة عادية، فكيف بما له أهمية شهادة كهذه؟
لأن المطالبة الواقعية والبديهية من قبل المحاججين في هذا المجال سترجع على هؤلاء، فلو أنهم كانوا قد آمنوا بما يشهدون، فما بالهم قد أخروا إسلامهم كل هذه السنوات؟.