الآية في دلالاتها التفسيرية للمفسرين العامة اتجاهات متعددة للتعرض للآية، وإن كان المبنى الرئيسي لهم هو الحصول على موقف مناسب من العنوان الضخم الذي حددته الآية بوجود من " عنده علم الكتب " هو عنوان يمكن أن يقدم إغراءات كثيرة في أي صراع مذهبي، وبالتالي فإن أي صراع مذهبي لا يمكنه التنصل من مصداق هذه الآية، ولهذا قد نجد بعض أهل التفسير يمارسون من التعسف في تطويع مراد الآية بشكل قد يقترب من مقولة الإعراب على طريقة: (منصوب وعلامة جره الضمة الظاهرة أوله!) وذلك للإشارة إلى حجم التخبط الذي يعتري مقولة بعضهم، وعملا بمنهجنا المعتاد فسنحاول هنا أن نسلط الضوء على اتجاهات المفسرين ونخضعها للنقد، فما وافق الحق فالحق أحق بأن يتبع، وما خالفه فما أولانا بمخالفته والأعراض عنه، والله الموفق المسدد لطريق الصواب.
(٥٧)