من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٨٠
أمير المؤمنين (ع) هو الذي عنده علم الكتاب ج - لا يبقى لنا غير الاتجاه الثالث (1) وهو القول بأن من عنده علم الكتاب هو جهة من المسلمين، ويتبقى أمامنا معرفة هذه الجهة، ونحن قبل أن نعرف ذلك لا بد لنا من رد أصل الشبهة التي أوردها محمد حسين فضل
(1) لا يعني قولنا بالاتجاهات الثلاثة خلو كتب التفسير من إتجاهات أخرى، وإنما لأن ما أشير إليه من آراء أخرى كما في القول الذي يقول بأن من عنده علم الكتاب هو جبرائيل (ع)، وهو قول ليس بذي قيمة لتسالم أهل التفسير على نبذه، لكونه من أخبار الآحاد التي لا يسلم متنها من النقض السري، وليس بأدل على ذلك من كون جبرائيل (ع) قد تصلح شهادته في الآخرة، أما في عالم الدنيا فلا محل لشهادته الدائمة والمستمرة المعنية بها هذه الآية، لعدم التمكن من الإدلاء بشهادته أمام الذين كفروا - مثلا - بسبب شأنه النوراني وشأنهم الظلماني، ولا مجال للقول بإمكانية ذلك لأنه سيجرنا للتحدث عن المعجزة في مجال اختار الله - لتمام الحجية على الناس - طريق الأسباب الطبيعية، ولذا فقد أعرضنا عنها.