ونحن من خلال تأمل حقيقة الشهادة المطلوبة في الآية يلفت إنتباهنا حقيقة أن الشهادة المطلوبة تتعلق برسالة الرسول (ص)، لقوله: " لست مرسلا " وكذا أن الشاهد المطلوب مقطوع بعدالة شهادته بحيث أن الله سبحانه يعبر عن الكفاية التامة لشهادته، والمعبر عنها بقوله: " قل كفى " هذا علاوة على أن الشاهد مقطوع بعلمه المطلق بشؤون الشهادة بحيث أنه قرن شهادة الشاهد بشهادة الله، حيث عطف شهادته على شهادة الله لقوله: " بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب "، وهذه الأمور تجعل مهمة أهل الكتاب سالبة بانتفاء الموضوع، حيث إننا هنا نلاحظ أن الشاهد يحتاج إلى مواصفات الرسالة وشأنيتها، وحيث أن رسالة كهذه تتمثل ببنية فكرية وتشريعية وأخلاقية، وهذه البنية تلتحم التحاما كاملا مع البنية الذاتية لشخص المرسل (1) في أبعادها السلوكية
(٦٩)