من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٧٦
وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين مهم عذابا أليما " (1)، وكذا في قوله تعالى: " يا أيها الذين أمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " (2).
ومن الطبيعي عندئذ أن يكون الرسول (ص) - والحال هذه من التقريع الشديد على أمور لها مساس مباشر مع عدالة الشهود - أن يكون على أشد الحذر من الاحتمالات الواقعية لنكوصهم عن الشهادة، وبالنتيجة لا يجعل نفسه في معرض الخدش المباشر لمصداقيته الرسالية، وهو الأمر الذي يخشاه الرسول بما لا يخشى غيره، فتعقل!.
ورابعا: لو أن ملاك الشهادة هو شهادة أهل الكتاب أترى أن رسول الله قد أعيته كل السبل بحيث أنه لم يك له بد من أن يستشهد بكتب وعلم هؤلاء وهم على الحال المريبة التي عرفت؟ أفما كان أقرب للاطمئنان النسبي لو أن رسول الله (ص) وهو الأعلم منهم بكتبهم، أن يأتي بكتبهم، ويستخرج مواقع النصوص التي تبشر بقدومه

(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست