وأما إن كان المراد بهم الذين كفروا من أهل الكتاب وقد استدعى الرسول (ص) من أسلم من علماء أهل الكتاب للشهادة، فهذا لن يجدي أيضا لأن شهادة هؤلاء، هي شهادة من أسلم، ومن أسلم شهادته كرسول الله (ص)، فما بال باء عبد الله بن سلام هنا تجر، وباء علي ابن أبي طالب هنا لا تجر! (1) أنبئوني بعلم إن كنتم صادقين.!
وسادسا: (ألا ترى معي)! أن من له كل هذه الأهمية التي توصف بعالمية الكتاب جدير بالحضور في محاورات الرسول (ص) ومساجلاته مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فما لنا لا نجد لهم ذكرا، خصوصا وأن الرسول (ص) قد عبر - هؤلاء عنه - بأنه كان محتاجا لشهادة أمثال أولئك؟ وهم على هذا الحال إما أنهم قد أسلموا في أواخر حياة الرسول (ص)، وفي هذه الحال يظل إشكالنا الأول على حاله، فما لهم لم يؤمنوا من قبل ذلك وهم الذين عندهم - كما يصف فضل الله وصحبه - علم الكتاب؟ وإما أن يكونوا ممن أسلم من قبل ذلك، ولكن