من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٧٤
على ذلك بالقول بأن علمهم كان علما إجماليا وليس قطعيا، فإن من له علم إجمالي ومصدر العلم القطعي منه قريب، ولم يبادر لمعرفة القطع في شأن عظيم كهذا، يكون من أهل التسامح على أقل التقادير، وهو بالنتيجة غير مؤهل للشهادة في شأن له كل هذه الحساسية، فمن يتسامح نتيجة لغفلة أو لغيرها، يمكن له أن يتسامح في أكثر من مرة!.
وثالثا: إن هؤلاء كانوا أصحاب كتب نعتقد بأنها كانت في زمن رسول الله (ص) محرفة (1)، فإن كان هؤلاء من الذين كانوا يعتبرون كتبهم محرفة، فما لهم مالؤوا قومهم في البقاء على العمل بتلك الكتب؟ ومن يكتم شهادة من هذا القبيل هل يستحق أن يستدعي لشهادة على رسالية رسول من غير قومه؟! وإن كانوا ممن لا يعلم بأن كتبهم كانت محرفة، فعلى ماذا نسميهم علماء الكتاب؟ في حال أنهم إلى الجهل المركب أقرب منهم إلى العلم.
يأتي هذا في الوقت الذي سبق للقرآن أن تحدث مع رسول الله مرارا بأن من هؤلاء من حرف الكتاب كما في
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست