عطفنا الله الموصوف بالشهادة على الله مرة أخرى، ليكون تقديره هكذا: الله الشاهد والله، وهو مما لا يستقيم بلاغة في اللغة، فكيف بأبلغ الكلام؟ ولهذا تجد الرازي يعترض فيقول: وهذا القول مشكل، لأن عطف الصفة على الموصوف، وإن كان جائزا في الجملة، إلا أنه خلاف الأصل، لا يقال: شهد بهذا زيد والفقيه، بل يقال: شهد به زيد الفقيه. (1) وقد علق العلامة الطباطبائي على ذلك بقوله: وهو قبيح غير جائز في الفصيح، ولذلك ترى الزمخشري لما نقل في الكشاف هذا القول عن الحسن بقوله: وعن الحسن لا والله ما يعني إلا الله قال بعده: والمعنى كفى بالذي يستحق العبادة، وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو شهيدا بيني وبينكم. انتهى (2) فاحتال إلى تصحيحه بتبديل لفظة الجلالة (الله) من (الذي يستحق العبادة) وتبديل (من) من (الذي)، ليعود المعطوف والمعطوف
(٦١)