كانوا يعملون " (1) فلو لم يكن مقتضى تمام الحجية مستدعيا للشهادات التفصيلية، لما احتاج القرآن للحديث عن ذلك، إذ يكفي المجئ بشهادات الملائكة الكاتبين على تنجيز الفعل المشهود عليه.
ولهذا نجد أن القرآن الكريم لا يستبعد إمكانية أن يشهد الشهادة بمثل هذه الأمور من له سنخ هوية المشهود له، طالما أن الشاهد يمتلك الدليل القاطع والبينات اليقينية على صحة شهادته، كما نرى ذلك في الآية القرآنية حيث يقول جل وعلا: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إن الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " (2) وهذه الآية لا تطرح إمكانية وجود الشاهد من سنخ هوية المشهود له، بل وتابع له فحسب، وإنما تطرح وجوده الاجتماعي أيضا، فمن الواضح أن الذي هو على بينة من ربه هو رسول الله (ص)، يتبقى علينا أن نعرف من هو هذا الذي يتلوه، ومما لا ريب فيه أن هذه الآية تلتقي