من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٧١
الشاهد المتقدم لهذه الشهادة، ولا أعلم كيف يمكن الاطمئنان إلى شهادة علماء أهل الكتاب كائنا من كانوا في وضع من هذا القبيل! فلو فرضنا - وفرض المحال ليس بمحال - أن هؤلاء لسبب أو لآخر أخلفوا شهادتهم ولم يشهدوا، هل سيعني ذلك أن القرآن والرسول (ص) سيبحث عن شاهد آخر غير شاهد هو دعاهم إلى الاستماع إلى شهادته؟! أم أن القرآن والرسول سيتراجعون عن أمر المحاججة لينكسروا أمام الذين كفروا؟.
من البديهي أن الله لن يضع رسوله في موضع كهذا، فهو أقرب إلى التكذيب منه إلى حد الإحراج أمام أعداء الرسالة من الذين كفروا، وكلاهما غير مقبول ضمن المنطق العقلي البسيط، فما بالك بالحكمة الإلهية البالغة وإلى هذا التفت الرازي فقال إن: إثبات النبوة بقول الواحد والاثنين مع كونهما غير معصومين عن الكذب لا يجوز. (1) وتابعه النيسابوري فقال قريبا منه: والاعتراض (2)

(١) تفسير الرازي ١٩: ٧١.
(2) قوله: (الاعتراض) يعود إلى كلام من قال بشهادة أهل الكتاب، أي أنه يعترض على كلام من قال بهذه الشهادة.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست