وفي مسند أبي يعلى بنفس السند، ترون مجيء الشيخين ومجئ عثمان أيضا، قال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير "، فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء عثمان فرده، ثم جاء علي فأذن له (1).
لاحظوا الفوارق بين الألفاظ، وقد تعمدت التدرج في النقل حتى تلتفتوا إلى أنهم إذا أرادوا أن ينقلوا القضية الواحدة وهي ليست في صالحهم، كيف يتلاعبون باللفظ، وكيف ينقصون من القصة، وكيف يسقطون تلك النقاط الحساسة التي يحتاج إليها الباحث الحر المنصف في تحقيقه عن سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي فحصه عن القول الحق من بين الأقوال.
أقول: سند النسائي كما أكدت سند صحيح، وهو نفس السند في مسند أبي يعلى، لكن بعضهم يحاول أن يناقش في سند هذا الحديث الأخير الذي نقلته عن النسائي وأبي يعلى، يحاول أن يناقش في هذا السند، ونحن نرحب بالمناقشة، وأي مانع لو كانت المناقشة مناقشة علمية، على كل منصف أن يسلم، وأي مانع لو كانت المناقشة واردة، وحينئذ لرفعنا اليد عن هذا الحديث وتمسكنا بغيره من الألفاظ، أو تمسكنا بغير هذا الحديث من الأحاديث، وأي مانع؟ لكن كيف لو كانت المناقشة ظاهرة البطلان، واضحة التعصب!!
يحاول بعضهم أن يناقش في وثاقة أحد رجال هذا السند، وهو السدي، والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن، ربما يناقش فيه بعض، لكنه من رجال مسلم، من رجال الترمذي، من رجال النسائي، من رجال أبي داود، ومن رجال ابن ماجة.
ويقول أحمد بترجمته: ثقة.
ويقول غيره من كبار الرجاليين: ثقة.