وتقدير من الرسول الله صلى الله عليه وآله والصحابة، وتعود العلاقة المتواترة بين عمار وعثمان إلى مواقف سابقة قبل خلافته.
ذكر المؤرخون: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وعمار رضي الله عنه يعملون مسجدا، فمر عثمان في بزة له يخطر، فأخذ عمار ينشد:
لا يستوي من يعمر المساجدا * يظل فيها راكعا وساجدا ومن تراه عائدا معاندا * عن الغبار لا يزال حائدا (1) فغضب عثمان وأبقى في نفسه ذلك، وكان عمار رضي الله عنه قد سمع ما قال أبو سفيان لبني أمية (2)، فسارع وعلى عجل ودخل المسجد وأفشى ذلك السر، ولام المسلمين على اختيارهم وانصرافهم عن علي بن أبي طالب عليه السلام هذه نقطة ثانية، ونقطة ثالثة زادت في الهوة بين عمار والخليفة وهي موقف عمار رضي الله عنه إلى جانب ابن مسعود وصلى على جنازته بعد موته بخلاف المعهود إذ أن الخليفة يصلي على جنائز الأصحاب عند موتهم، ومرة رابعة انهارت فيها العلاقة بين الطرفين في هذه القضية التي ذكرها المؤرخون كالتالي:
روي أن المقداد وعمار وطلحة والزبير وعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اجتمعوا وهم خمسون رجلا من المهاجرين والأنصار، فكتبوا كتابا عددوا أحداث عثمان وما نقموا عليه وخوفوه به وأعلموه أنهم