ومن ذلك ما ينقله التاريخ عن قول المختار الثقفي لعمه: هل لك في الغنى والشرف؟ قال وما ذاك؟ قال: تستوثق من الحسن وتستأمن به إلى معاوية. الكامل في التاريخ: 3 / سنة 41.
وإذا رأينا الروايات التي يذكر فيها الإمام سلام الله عليه سبب مصالحته مع معاوية، لوجدنا أن الطريقة التي استعملها الإمام وهو الصلح، كانت هي المتعينة لكل لبيب، ولكل خبير بالأمور العسكرية. فمضافا إلى ما ذكرناه من النقاط الثلاث نذكر بعض الروايات زيادة في التوضيح:
1 - هنالك صنف من الروايات يصرح الإمام عليه السلام بقوله: لولا ما أصنع لكان أمر عظيم. وبالتأكيد إن هذا الأمر العظيم من الخطورة والأهمية بمكان، بحيث يفضل الإمام عليه السلام الصلح عليه، ولعله يدخل في باب التزاحم كما يعبر عنه الفقهاء. وتجد هذا المعنى من الروايات في المصدر التالي: علل الشرائع: 1 / 200.
2 - الصنف الآخر من الروايات يتحدث عن السبب بما حاصله (لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل)! وهذا القسم يعطينا صورة أوضح وأدق من الأول، ويمكن أن يكون شرحا للأمر العظيم الذي عبرت به الروايات في الصنف الأول. تجد ذلك في علل الشرائع: 1 / 200.
3 - الصنف الثالث يصرح بالقول (والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت). تجد ذلك في روضة الكافي ص 330. والاحتجاج 2 / 68 رقم 157. وكمال الدين 1 / باب 29 / رقم 2 وفرائد السمطين 2 / رقم 424.
4 - الصنف الرابع من الروايات يقول (والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما). وهذا الصنف من الروايات يشير إشارة